محمد بن عايض
تتوالى الحكايات التي يتناقلها المجتمع حول علاقات عاطفية، أسرية، وصداقات تحولت إلى عداوات مريرة، لتصبح دروسًا تُستخلص منها العبر. كان سوء الاختيار هو السمة السائدة في هذه العلاقات، التي تكتنفها شخصيات تتسم بالخطر. فهناك شخصيات تنطوي على درجة عالية من الخطورة، يصعب تمييزها بسهولة بسبب الأقنعة المزيفة التي ترتديها.
شخصية الافتراس:
أخطر الشخصيات هي تلك التي تبني حياتها على الاستغلال والاحتيال، حيث تسطو وتنتهب بطرق ناعمة ورفيعة لا تعير أدنى اهتمام لحياة الآخرين. تكمن خطورة هذه الشخصية في أنها تتخفى عن الأنظار، فتبدو مفعمة باللطف والهدوء والإقناع، لكنها سرعان ما تُظهر أنيابها المتوحشة تحت قناع الوداعة. في لحظة ضعف وغفلة من ضحيتها، تتقن هذه الشخصية في تحديد نقطة الضعف لتنفذ هجومها بلا رحمة أو شفقة.
الشخصية النرجسية:
إن النرجسية تمثل ذلك الحرص المستمر الذي يتسم بالجذب نحو الأضواء، حيث يسعى الشخص النرجسي إلى استعراض تميز زائف بهدف التفاخر والتعالي على الآخرين. وهنا نتحدث عن نرجسية خطيرة، يتميز أصحابها بكثير من الكذب والمخادعة، مما يجعلهم يبدون كمن يسعى لرفع نفسه على حساب الآخرين.اع التقلب العاطفي:
شخصية التقلب العاطفي
توجَد نقطة تلاق بين النرجسي والمتقلب عاطفياً، إذ يختار كلاهما نسج خيوط الخداع والكذب، والتلاعب بمشاعر الآخرين عبر تزييف الحقائق ببراعة. ومع ذلك، تتجلى السمة الأكثر وضوحاً لدى المتقلب عاطفياً في تقلب مزاجه السريع، حيث ينقلب من التفاؤل إلى التشاؤم، ومن الشغف الملح إلى اللامبالاة، ومن الوفاء الراسخ إلى الجحود الفج، وكل ذلك دون أي مبررات موضوعية .
يصعب على الحياة أن تزدهر في حضن الوحدة، فهذه الأخيرة تفرز أجواءً من الكآبة والعذاب، وقد أزهقت الوحدة أرواح الكثيرين. نحن، كبشر اجتماعيين بفطرتنا، ننجذب إلى اللطف وعبارات الجمال ومشاعر الحنان، وكل ذلك لا جدال فيه. لكن يجب أن تُرفق هذه الرقة بحذر ويقظة تجاه طبيعة تلك الشخصيات، ويتعين علينا اتخاذ قرار الابتعاد عنها بحزم وثبات، دون تردد أو تراجع.