ماذا نعرف عن زلزال وبركان إثيوبيا ؟

لاتيه – وكالات


بركان دوفان

منطقة عفار في إثيوبيا تشهد نشاطًا مفاجئًا لبركان دوفان الذي كان ساكنًا لآلاف السنين. في صباح يوم الجمعة، 3 يناير 2025، بدأت الغازات والطين تتسرب من البركان، مما أثار قلق العلماء والسكان المحليين. فما هي المعلومات المتاحة عن بركان دوفان؟ وما مدى خطورة هذه الانبعاثات؟
في اللحظات الأولى لانبعاث الغازات من بركان دوفان، ظهرت تشققات في الأرض حول البركان، كما أظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها  على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أكد الخبراء أن هذه الانبعاثات ناجمة عن النشاط البركاني الناتج عن الزلازل المستمرة منذ نهاية ديسمبر 2024.

 

صرّح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، بأن الزلازل التي ضربت المنطقة على مدى الأسابيع الماضية ساهمت في تكوين تشققات أرضية واسعة النطاق، مما سمح للماغما بالاندفاع نحو السطح. وأضاف شراقي أن الهضبة الإثيوبية تتميز بقرب الماجما من سطح الأرض (على عمق 40 كم فقط)، مما يجعلها منطقة نشطة بركانيًا بشكل كبير.

وأوضح شراقي أن النشاط الزلزالي في منطقة عفار قد تجاوز 120 زلزالًا تراوحت شدتها بين 4.3 و5.2 درجة على مقياس ريختر منذ 21 ديسمبر 2024، ما أدى إلى تصاعد الغازات والأبخرة بشكل مكثف من بركان دوفن.

قال مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض بحسب BBC  أن زلزالا بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر قد ضرب إثيوبيا  يوم السبت في الساعة 00:52 بتوقيت غرينتش، . ولم تتوافر معلومات على الفور عن أي أضرار بشرية أو مادية جراء الزلزال، لكن تصدعات ظهرت في الطرق.

وقالت هيئة الاتصالات الحكومية الإثيوبية إن نحو 80 ألفاً يعيشون في المناطق المتضررة، وإن الأشد ضعفاً واحتياجاً يُجرى نقلهم إلى ملاجئ مؤقتة.وقالت لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية إنها أجلت أكثر من 20 ألفاً إلى مناطق أكثر أمانا في عفار وأوروميا، من إجمالي أكثر من 51 ألفاً “معرضين للخطر”.

وضرب الزلزال الأخير الذي بلغت قوته 4.7 درجة في الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش، على بعد حوالي 33 كيلومتراً شمال بلدة ميتيهارا في أوروميا، وفقاً للمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل. وقد ألحقت الزلازل أضراراً بالمنازل، وهددت بإحداث ثوران بركاني في جبل دوفان الخامد سابقاً، بالقرب من سيجينتو في منطقة عفار الشمالية الشرقية.وعلى الرغم من توقف البركان عن إطلاق أعمدة الدخان، إلا أن السكان القريبين غادروا منازلهم في حالة من الذعر.

وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية قد صرحت يوم الجمعة بوجود مؤشرات على احتمال ثوران بركان في منطقة عفار، حيث أظهر فيديو تصاعد الدخان والغبار من فوهة بركان بجبل دوفان، الذي يقع في إحدى المناطق التي تأثرت بنشاط الزلازل في إثيوبيا مؤخرا.وفي مقطع فيديو نشره المعهد الجيولوجي الإثيوبي على صفحته على فيسبوك، ظهرت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من الجبل.

ونقلت وكالة رويترز عن شيفراو تيكليماريام من لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية قوله إن هناك زلازل أصبحت “أعلى وأقوى”، كما شعر السكان بهزات أرضية في أديس أبابا. وقال عبده علي، كبير المسؤولين الإداريين في عفار لموقع إف بي سي الإخباري الإثيوبي إن عملية الإخلاء جارية لمنع إلحاق الضرر بالسكان. وأضاف تيكليماريام أن من السابق لأوانه تصنيف النشاط على أنه ثوران بركاني، إلا أن السلطات تتخذ الاحتياطات اللازمة. وضربت إثيوبيا عشرة زلازل قياسية خلال 24 ساعة فقط هذا الأسبوع، ما أثار مخاوف من تكرار الهزات الأرضية.

جبل فنتالي

ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الزلازل المتعددة التي تتراوح قوتها بين 4.3 و5.1 درجة على مقياس ريختر، حدثت حول بركان فنتالي في منطقة أواش في الوادي المتصدع في البلاد.

وأوضح باهي أن أكثر من 100 منزل في منطقة أواش فنتالي في منطقة عفار تضررت، فيما نزح 2560 شخصاً ناهيك عن نفوق الماشية.

ويقع جبل فنتالي، وهو بركان خامد، في وسط هذه المنطقة الزلزالية، وبات نشاطه مثيراً للقلق بشكل متزايد.

وانفجر هذا البركان الإثيوبي آخر مرة في عام 1820، بحسب ميسيريت غيتاشو، عالم الزلازل في جامعة أديس أبابا.

وفي حديثه لوسائل الإعلام المحلية، قال آدم باهي، مدير منطقة أواش فنتالي، إن الزلازل أجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم، حيث تحتاج الأسر الآن إلى المأوى والطعام وغير ذلك من الضروريات الأساسية.

 “سد النهضة ليس معرضاً لخطر الزلازل

ولم ترد تقارير عن حدوث هزات في دول جوار إثيوبيا، وهي السودان وجنوب السودان، والصومال وإريتريا وكينيا.

وقال غياتشو لرويترز”إن سلسلة الزلازل هذه مثيرة للقلق. وإذا استمر هذا الأمر، فقد تتعرض البنية الأساسية الحيوية مثل الطرق والسدود ومرافق الطاقة لأضرار جسيمة، ما يعرض الأرواح وسبل العيش للخطر”.

من جانبه، قال المدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي إيجارا تسفاي إن التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام والتي تزعم أن سد النهضة معرض لخطر الزلزال “غير صحيحة تماما”.

وأكد المسؤول الإثيوبي في تصريح لوكالة الأنباء الإثيوبية عدم وجود دراسة تثبت أن الزلازل التي تحدث في منطقة الوادي المتصدع قد تحدث في مناطق أخرى. وأضاف تسفاي أن نتائج الدراسات تشير إلى أن تنفيذ المشروع جارٍ بمسح جيولوجي شامل”، مؤكداً أن المعلومات المتداولة حول مخاطر الزلازل غير صحيحة.

اترك تعليقاً