بقلم : تينا فاي
هناك فرق لا يمكن إنكاره بين مجرد البقاء على قيد الحياة وبين النجاح الحقيقي في سنوات التقاعد فما هو السر؟
يتعلق الأمر بالعادات اليومية.لقد لاحظت أن أولئك الذين يتألقون في سنواتهم الذهبية لا يكتفون بالجلوس والاستمتاع. بل إنهم يتبنون عمدًا عادات يومية معينة تجعلهم نشيطين ومنخرطين وسعداء والجزء الأفضل هنا هو أن هذه العادات ليست صعبة الدمج في روتينك اليومي. فهي بسيطة وقابلة للتنفيذ وتحدث فرقًا كبيرًا.
1-مارس النشاط البدني البسيط .في عالم التقاعد، لا يوجد شيء مفيد مثل ممارسة النشاط البدني المنتظم.ليس بالضرورة رياضة الجري أو رفع الأثقال الثقيلة. ولكنهم يبذلون جهدًا واعيًا للبقاء نشطين كل يوم. وقد يكون ذلك أمرًا بسيطًا مثل المشي في الحي أو أي جهد بدني وإن كان بسيطا ،صدق أو لا تصدق، هذه العادة لا تفيد صحتك الجسدية فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على تحسين حالتك المزاجية، والحفاظ على نشاط عقلك، وتحسين جودة حياتك بشكل عام.
2- تعلم هواية جديدة .دعوني أذكر لكم مثالاً شخصياً. تقاعد جاري السيد تومسون من وظيفته كمهندس منذ حوالي خمس سنوات. وبدلاً من أن يترك أيامه تصبح رتيبة ومملة، قرر أن يمارس هواية جديدة ـ تعلم العزف على البيانو. لم يملأ هذا النشاط الجديد وقته فحسب، بل ساعده أيضًا على الحفاظ على ذكائه ومنحه شعورًا بالإنجاز. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الآن يعزف بشكل رائع في الفعاليات المجتمعية .
الشعور بالوحدة قد يكون ضارًا بصحتنا مثل تدخين 15 سيجارة يوميًا.
3-تنمية العلاقات الاجتماعية .يمنحك التقاعد متسعًا من الوقت لتنمية علاقاتك، وهذا أمر جيد. لأن الروابط الاجتماعية القوية لا تتعلق فقط بالاستمتاع أو الشعور بالحب. بل إنها تلعب أيضًا دورًا مهمًا في صحتنا بشكل عام. وفقًا لبحث أجرته جامعة هارفارد، يميل الأفراد الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية إلى عيش حياة أكثر سعادة وصحة أفضل. وعلى العكس من ذلك، فإن الشعور بالوحدة قد يكون ضارًا بصحتنا مثل تدخين 15 سيجارة يوميًا.
4 –نظام غذائي متوازن .يؤثر ما تأكله بشكل كبير على شعورك. وأولئك الذين يتفوقون في سنوات تقاعدهم عادة ما يكونون حريصين على نظامهم الغذائي.إنهم يدركون أهمية اتباع نظام غذائي متوازن ومغذي للحفاظ على صحتهم ومستويات الطاقة لديهم. فهم لا يتبعون بالضرورة أنظمة غذائية صارمة أو يحسبون السعرات الحرارية بشكل مفرط. بل يركزون بدلاً من ذلك على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي توفر العناصر الغذائية الضرورية.
الروتين اليومي الخاص بك. لا يجب أن يكون صارمًا أو مفصلًا بشكل مفرط. بدلاً من ذلك، فكر فيه كدليل مرن لمساعدتك
5- الحفاظ على روتين منتظم .عندما تقاعدت لأول مرة، كنت أستمتع بالحرية التي توفرها لي عدم وجود جدول زمني محدد. ولكن بعد فترة، أدركت أنه بدون روتين، تفتقر أيامي إلى الهيكل والغرض، مما يجعلني أشعر بالضياع إلى حد ما.لذا، بدأت في إنشاء روتين يومي. ليس شيئًا صارمًا للغاية، مجرد هيكل أساسي ليومي. وقت لممارسة الرياضة، وتناول الوجبات، والهوايات، والأنشطة الاجتماعية، وحتى الاسترخاء.لقد أحدثت هذه العادة البسيطة فرقًا ملحوظًا. فقد منحت أيامي هدفًا واتجاهًا. كما ساعدتني على ضمان تخصيص وقت كل يوم للأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لي.
6- تخصيص وقت للاسترخاء . وقتًا كل يوم للأنشطة التي تساعد على الاسترخاء والراحة. يمكن أن يكون ذلك التأمل، أو تمارين التنفس العميق، أو قراءة كتاب، أو مجرد الجلوس بهدوء في مكان هادئ. تساعدهم هذه الممارسة على إدارة التوتر وتحسين الوضوح العقلي وتعزيز شعورهم العام بالرفاهية.
7) النظرة الإيجابية . ولعل أهم العادات هي الحفاظ على نظرة إيجابية. فالذين ينجحون في سنوات تقاعدهم يميلون إلى تنمية موقف متفائل تجاه الحياة.إنهم ينظرون إلى تقاعدهم باعتباره فصلاً جديدًا مليئًا بالفرص وليس نهاية المطاف. إنهم يركزون على الخير ويجدون الفرح في كل يوم. إنهم يتقبلون التغيير وينظرون إلى التحديات باعتبارها فرصًا للنمو. لا يعني هذا أنهم يتجاهلون الصعوبات أو يتظاهرون بأن كل شيء مثالي، بل إنهم يختارون التركيز على ما يمكنهم التحكم فيه والتخلي عما لا يمكنهم التحكم فيه. إن تبني نظرة إيجابية قد يؤثر بشكل كبير على صحتك وسعادتك وجودة حياتك بشكل عام.
ملخص
هذه العادات السبع – النشاط البدني، والتعلم مدى الحياة، والعلاقات الاجتماعية، والنظام الغذائي المتوازن، والروتين المنتظم، والاسترخاء، والنظرة الإيجابية – لا تتعلق فقط بوضع علامة على المربعات في قائمة المهام. بل تتعلق أيضًا بإنشاء نمط حياة يدعم صحتك البدنية ورفاهتك العاطفية. لكن تذكر أن التقاعد هو اختيارك، ويمكنك اختيار تبني هذه العادات أو البحث عن عادات أخرى تناسب تفضيلاتك وأسلوب حياتك