
محمد بن عايض
في حديث للدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- عن المسؤولية يقول:
الذي يميز الإنسان عن الحيوان والجماد هو الشعور بالمسؤولية، وفي ذهني (والكلام له) أن مقياس الرجولة هو شعورك بالمسؤولية، ثم يسأل ويقول: هل الإنسان، مهمل أولاده ومهمل زوجته ومهمل عمله وعائلته وأصدقائه، هل أقدر أسمي هذا رجلاً؟! بقدر ما يكون الرجل لديه التزام بقدر ما يصبح رجلا. انتهى.
هذا القول الجليل من صاحب المسؤوليات ينسف مزاعم غوغاء وسائل التواصل الاجتماعي وحديثهم غير المدروس، الذي يخلط بين حاجة الإنسان لنزهة قصيرة وبين التفريط في الأعباء والمسؤوليات الحياتية. إذ يبرز الفارق الشاسع بين الاستمتاع بالحياة وتحقيق التوازن، وبين التخلي المعيب عن المسؤوليات
تحت مسمى العبارة الغامضة “عيش حياتك”، يتخلى البعض عن كل مسؤولياتهم في سبيل أسفار متكررة تفتقر إلى المعنى، أو حتى دون سفر، تحت أي ذريعة أو عنوان ، فالضياع لا عنوان له ، المهم ألا يتحملوا همومًا، أو يلتزموا بشيء تجاه أي أمر.
هذه الحياة الخالية من المعاني يتبنى الترويج لها من لا يدرك خطورة أبعادها، التي تؤسس لحياة بائسة بلا جدال، حين يتخلى الإنسان عن دوره وعن معنى حياته و رجولته الحقيقية ، كما وصف الدكتور غازي القصيبي هذا النوع من السلوك البشري ، وهم يعيشون تحت ذريعة (عيش حياتك)