مايعرف للمجنون إلا أهله

لاتيه   –  المقالات .

 

مايعرف للمجنون إلا أهله

محمد بن عايض

 

في حديث جانبي مع صديق بث إلي حديثا شاكيا أحد أقاربه من كبار السن قائلا:  لا أعرف ماذا أصابه!

هذا الرجل لا يجلس مجلسا إلا ويسيء إلى أحد الجالسين، ويختار الأقربين فيلصق بهم قصصا مسيئة وكاذبة وأكثرها من صنع الخيال، يحكي أحيانًا قصصًا وهمية عن أشخاص غائبين، حيث يختلق تفاصيل وحوادث لا أساس لها من الواقع، وقد تكون هذه القصص مسيئة وتؤثر سلبًا على الشخص المعني، وتصل أحيانًا إلى إثارة الذعر والخوف وتشويه السمعة حول تلك الشخصيات لدى الأصغر سنا  الذين يعتبرونها حقائق. ويرسمون في أذهانهم صورا مريعة لأولئك المظلومين

حاول بعض ممن يعرفه صرفه عن هذه القصص الوهمية . في إحدى الجلسات احتدم النقاش مع بعض الأشخاص، وما زاده ذلك إلا إصرارا على الكذب واختلاق القصص، المشكلة تكمن في أن الناس الذين لا يعرفونه يصدقون تلك الافتراءات، معتبرينه في سن الخبرة والصدق بينما هو بعيد عن ذلك، ويضع من حوله من أقاربه في حرج كبير، ولم يجرؤ أحد على ردعه بطرق تكف أذاه عن الناس. انتهى كلام الرجل .

لا أعرف حلا يمكن أن يساعد هذه الشخصية في العلاج، بل قُدِّمَت قصته كدرس وتحذير، ورأيي في هذه القصة أن بعض الأمراض النفسية قد تكون صعبة في التشخيص من قبل أفراد أسرة المريض، حيث يرونه على أنه بخير، بينما يحتاج إلى علاج.

هناك أمراض نفسية يمكن أن تورث، وإذا كان هناك شكاوى وعلامات تظهر على عدم استقرار الرجل نفسيا ، فعلى عائلته دفع الضرر عن الناس بإقناعه بالعلاج والتعامل مع وساوسه. يجب عدم التهاون مع هذه الأمراض النفسية، فإن النار من مستصغر الشرر، وطالما أن الرجل مؤذ لغيره بتلك القصص المتخيلة فربما يتطور الأمر لأن الأمور قد تتفاقم وتصبح أسوأ. العائلة مسؤولة عن مساعدة المريض ودفع الأذى عن الناس بكل الطرق المناسبة.

 

اترك تعليقاً