من هو جيمي كارتر ؟

قال: “لم أطمح يوماً بأن أكون غنياً”.،

 

جاء الإعلان عن وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عن 100 عام ليضع نهاية حياة حافلة بالأحداث الكبرى والمساهمات التي لم تتوقف بعد خروجه من البيت الأبيض.

نشأته

وُلد كارتر عام 1924 في بلدة بلينز الريفية التابعة لولاية جورجيا، لأبٍ مزارع وأمٍ ممرضة انضمت في الثامنة والستين إلى فيلق السلام الأمريكي (الذي تأسس في عهد الرئيس جون كينيدي)، حيث أمضت سنتين من العمل في الهند.تخرّج كارتر في الكلية البحرية في أنابوليس، وبعد ذلك خدم سبع سنوات ضابطاً في سلاح الغواصات. لكنه عاد إلى بلدته ليدير مزرعة العائلة بعد وفاة والده.

وسرعان ما انخرط في النشاط السياسي المحلي. وبعد فترة وجيزة من العمل في مجلس شيوخ ولاية جورجيا، أصبح حاكماً للولاية عام 1970. وساهمت تربيته كبطلٍ لكرة السلة في مدرسته الثانوية، وكمسيحي مؤمن، وابن مزارع، في تشكيل فلسفته السياسية.في عام 1974، أطلق كارتر حملته للرئاسة، وكانت الولايات المتحدة آنذاك تعاني من آثار فضيحة ووترغيت وسقوط الرئيس السابق ريتشارد نيكسون.

وقد اتخذ كارتر “تعزيز الثقة” شعاراً لحملته، وتعهد بعدم السماح بـ”الكذب أو تضليل الناخبين”.لكنه في جوانب أخرى كان يُعتبر رئيساً غير تقليدي، يميل إلى ارتداء الجينز والجري في حدائق البيت الأبيض. وحتى في حفل تنصيبه، لم يكن تقليدياً حين سار مشياً على الأقدام يداً بيد مع زوجته من مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض، أو في مشاركاته في البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية.

رفض العديد من العروض لإلقاء كلمات مقابل مبالغ كبيرة أو تولي مناصب في شركات

كانت مبادرته لإحلال السلام في الشرق الأوسط يشار لها بالبنان، فقد عمل بصبر لجمع مصر وإسرائيل على طاولة واحدة. واعتُبر نصراً شخصياً له توقيع الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيجن، على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وفي يونيو/حزيران عام 1979، توجه كارتر إلى العاصمة النمساوية، فيينا، لتوقيع اتفاقية سالت-2 للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي السابق، مما مهد للقائه، للمرة الأولى، مع ليونيد بريجينيف، رئيس الاتحاد السوفيتي حينذاك.

رحلات سلام

وبعد مغادرته البيت الأبيض، قام كارتر برحلات سلام إلى الصين للتوسط مع بكين بشأن التبت، وكذلك إلى أفريقيا لحل النزاع بين إثيوبيا والفصائل الإريترية. وقاد وفداً تولى مهمة إقناع زعماء هايتي بتسليم السلطة، وتوسط في وقف إطلاق النار في البوسنة، مما مهد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام في البوسنة فيما بعد. وكانت زيارة لمنطقة الشرق الأوسط ضمن جولاته السلمية والاستطلاعية، كما زار السودان لبحث آفاق السلام هناك. كما أصبح منتقداً قوياً لبعض السياسات الأمريكية، خصوصاً في حقبة الرئيس السابق جورج بوش الابن.

مركز كارتر

شكل تأسيس مركز كارتر في أتلانتا نقطة تحول حاسمة في نشاطه اللاحق، إذ لم يقتصر المركز على كونه مكتبة رئاسية تقليدية بل أصبح ساحة لتبادل الأفكار والآراء لإيجاد حلول للأزمات الدولية. ومن بين برامج المركز المهمة ما يعرف بـ غلوبال 2000، وهو منظمة إغاثة تسعى لتعزيز وسائل السيطرة على الأمراض وتحسين الانتاج الزراعي في بلدان العالم الثالث. وفي عام 2002 أصبح كارتر ثالث رئيس أمريكي يفوز بجائزة نوبل للسلام بعد تيودور روزفلت وودرو ويلسون. كان كارتر خلال السنوات الأربع التي قضاها في الرئاسة، مناصرا للحقوق المدنية والمساواة،

بعد خروجه من البيت الأبيض، عاد إلى منزله المتواضع الذي يضم غرفتي نوم فقط.

وتميزت فترته بنزعة ليبرالية وإنسانية. وفي عام 2006، هاجم كارتر بقوة السياسات التي كانت تتبعها الحكومة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين. وقال في مهرجان “هاي” السنوي للكتاب الذي يقام في ويلز ببريطانيا إن “واحدة من أكبر جرائم حقوق الإنسان في العالم تتمثل في تجويع وسجن 1.6 مليون فلسطيني”، وهو ما أثار انتقادات من قبل إسرائيل.

وبعد مرور عام، انضم كارتر إلى الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في لجنة الحكماء، وهي مجموعة مكونة من الزعماء العالميين التزمت بالعمل في سبيل السلم وتعزيز حقوق الإنسان.

داعية سلام

وكان كارتر من دعاة الحد من حيازة السلاح، وإلغاء عقوبة الإعدام. كما كان من مناهضي إساءة معاملة معتقلي سجن غوانتانامو، والغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وعاش كارتر حياة متواضعة بعد خروجه من البيت الأبيض بعكس الرؤساء السابقين. وراكمت مزرعة الفستق السوداني التي كان يملكها قبل دخوله البيت الأبيض ديوناً وصلت إلى 1.5 مليون دولار خلال وجوده في البيت الأبيض. ورفض كارتر أن يتلقى أي منفعة مادية خلال وجوده في الحكم، وقال: “لم أطمح يوماً بأن أكون غنياً”.

قدرت صحيفة “واشنطن بوست” قيمة منزل كارتر بنحو 167 ألف دولار، وهو أقل من ثمن سيارات الأمن التي تقف أمام منزله لحمايته.

رفض العديد من العروض لإلقاء كلمات مقابل مبالغ كبيرة أو تولي مناصب في شركات، وبدلاً من ذلك، عاش حياة متواضعة مع زوجته في ولاية جورجيا، مسقط رأسهما. وفي عام 2018، احتفل مع زوجته روزالين بعيد زواجهما الثاني والسبعين. وهو الرئيس الوحيد الذي عاد إلى نفس البيت الذي كان يعيش فيه قبل أن يدخل مجال العمل السياسي. وبعد خروجه من البيت الأبيض، عاد إلى منزله المتواضع الذي يضم غرفتي نوم فقط. وقدرت صحيفة “واشنطن بوست” قيمة منزل كارتر بنحو 167 ألف دولار، وهو أقل من ثمن سيارات الأمن التي تقف أمام منزله لحمايته.

نقلا عن BBC


المنزل الريفي البسيط المنخفض الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن العشرين مكسو بالطوب الأحمر والخشب المطلي باللون الأخضر الفاتح.   تم الانتهاء من بناء المنزل في عام 1961. قام آل كارتر بتغيير المسكن في عام 1974 بشرفة مغطاة ومرآب مزدوج الارتفاع. في عام 1981، حول الرئيس الطابق الأول من المرآب إلى ورشة نجارة خاصة به بينما تم تحويل الطابق العلوي من المرآب إلى شقة للزوار.

 

اترك تعليقاً