لاتيه – المقالات
محمد بن عايض – يكتب وصايا شيطانية
هكذا بلا خجل يحرشون بين الناس مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد الخلاف في العلاقات الاجتماعية . يقول جملة هؤلاء: انتقم انتقاما صامتا، اجعله يشعر أنك لا تستطيع العيش بدونه ، أقهره أو قهرهابهذه الحركة الخطيرة . حركة خبيثة تجعله بين يديك … الخ من تلك العناوين الهدامة المدمرة للعلاقات الاجتماعية. لك أن تتخيل كيف تكون العلاقات الاجتماعية والأسرية حين يصدق من يستمع إلئ هذه الوصايا المدمرة.
المشاعر قوة دافعة للسلوك وهي محركة له نحو السلوك القويم أو عكسه، حين تأتي مثل هذه الوصايا لتوجه السلوك الإنساني في العلاقات نحو الصراع والانتقام والتحايل، ويصدقهم البسطاء من المتخاصمين والمختلفين حينها تكبر الفجوة وتتسع عوضا عن الإصلاح وإحسان النية وتبادل الصفاء والقبول وإيجاد الأعذار وقبولها واحتمال الأخطاء والتغاضي عن الزلات.
إن الأخذ بنصائح أولئك المحتالين والمتلاعبين بالمشاعر والعواطف الإنسانية يصدع تماسك العلاقات على المستوى الجمعي ، ويثمر مشاعر مذبذبة مهزوزة غير واثقة متأرجحة بين الرفض والقبول ، والهجر والقطيعة ، والغضب والانتقام على المستوى الفردي .
تلك الوصايا تصنع الفتنة بين الأشخاص، وتثير الشك بينهم، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات وانقطاع الثقة بينهم، وعندما تتآكل الثقة، يتبدد الود وتبقى العواطف متشتتة، ويسود جو من الضغينة والانتقام. هذه السلوكيات تروج للفردانية، وتشوه العلاقات الإنسانية.
الأشخاص الذين يلعبون بالعواطف، يحولون هذه العلاقات إلى صراع دموي مرير، مما يجعل الشك والريبة والانتقام والتحايل تسيطر على علاقة الإنسان بالآخرين من حوله. هم يعملون على تدمير العلاقات الإنسانية، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والعائلية، بطرق ملتوية وخبيثةمن حيث يشعرون أو لايشعرون.
الصادقون في مشاعرهم والأنقياء يبتعدون عن جميع تلك التعليمات. يستطيعون بناء علاقات صافية تقوم على القبول والود والصبر، وحل الخلافات بالطرق الجميلة والمعروفة. وإذا كان لا بد من الفراق، فسيكون بطريقة لطيفة دون سوء الفهم. من الضروري أن يكونوا بعيدين عن الكذب والخداع واللؤم، ويتجنبون الاستغلال العاطفي. إن اتباع تلك النصائح السامة، يؤدي في نهاية المطاف إلى العزلة والوحدة المؤلمة.