علاقة الغنم بالقداسة


لاتيه : التحرير


لماذا  سمّيت الغنم بهذا الاسم  ؟

أسم الغنم مشتق من الغُنم والغنيمة والربح وكانت تعد من أغلى غنائم الحروب ويُشتق الاسم من الجذر اللغوي “غَنَمَ” الذي يُشير إلى الهدوء والسكينة.  لأنها تُعرف بخصائصها الهادئة والمسالمة، حيث أن الغنم تُعتبر من الحيوانات التي يسهل قيادتها والتحكم بها، مما يعكس طبيعتها الوديعة. 

يُستخدم مصطلح “الغنم” في اللغة العربية كاسم جمع للإشارة إلى الضأن والماعز معًا، مما يعكس ارتباطها الوثيق بحياة الإنسان  وما لها من أهمية  اقتصادية مرتبطة بحياة الإنسان  ،كانت الأغنام مصدرًا رئيسيًا للغذاء (لحومها وحليبها) و (صوفها) والمساكن والفرش ، مما جعلها ذات قيمة عالية و تُستخدم أيضًا في التجارة، مما جعلها رمزًا للثروة والازدهار.

علاقة الغنم بالقداسة الدينية :

للغنم علاقة بالقداسة الدينية في العديد من الحضارات والثقافات القديمة في العديد من الديانات، كانت الأغنام تُقدَّم كقرابين للآلهة. على سبيل المثال، في الديانات القديمة في الشرق الأوسط، مثل الديانات الكنعانية والبابلية، كانت الأغنام تُعتبر قرابين طاهرة ومقبولة. في العديد من الحضارات القديمة، مثل الحضارة اليونانية والرومانية، كانت الأغنام تُستخدم في القرابين للآلهة، مما يعطيها مكانة روحية.

في الإسلام:
 تُعتبر الأغنام حيوانات مهمة في الإسلام، ومرتبطة ببعض الشعائر والمناسبات خاصة في العبادات مثل الأضحية والهدي  والفدية  خلال  موسم الحج وعيد الأضحى، وفي المناسبات كالنكاح والعقيقة  حيث يُستحب ذبح الأغنام كقربان تقربًا إلى الله. و البقر أيضًا لها مكانة، حيث تُستخدم في الأضاحي، ولكنها ليست بنفس درجة الأغنام في العبادات اليومية. 

في المسيحية واليهودية :
تُعتبر الأغنام رمزًا للبراءة والطاعة، ويُشار إلى يسوع المسيح بـ “حمل الله” (Lamb of God)، مما يعطيها رمزية روحية قوية وفي اليهودية:
كانت الأغنام تُستخدم في القرابين في الهيكل، خاصة في عيد الفصح، مما يعطيها مكانة خاصة.

في الهندوسية:
 تُعتبر البقر حيوانات مقدسة جدًا في الهندوسية، حيث يُنظر إليها على أنها رمز للخصوبة والأمومة. يُحرم أكل لحم البقر، ويُعتبر ذبحها جريمة كبرى.  في الحضارة المصرية القديمة، كانت البقر تُعتبر مقدسة ومرتبطة بالآلهة مثل حتحور.

الغنم و الأنبياء عليهم السلام :

رعي الغنم كانت مهنة لعدد من الأنبياء، وترتبط هذه المهنة بعدة دروس وحكم يمكن استخلاصها من سيرتهم منها : 

  • الصبر والتحمل: رعي الغنم يتطلب صبرًا طويلاً وقدرة على تحمل المشاق، وهي صفات ضرورية للقيادة.
  • الرحمة والرعاية: الغنم حيوانات ضعيفة تحتاج إلى رعاية وعناية، مما يعلم الإنسان الرحمة والاهتمام بالآخرين.
  • التدريب على القيادة: رعي الغنم يعلم تحمل المسؤولية، حيث يكون الراعي مسؤولاً عن حماية القطيع وإرشاده، وهي مهارات قيادية مهمة.
  • التواضع: العمل في رعي الغنم يعلم التواضع والبساطة، وهي صفات أساسية في شخصية الأنبياء.

إذن، رعي الغنم لم يكن مجرد عمل دنيوي، بل كان جزءًا من إعداد الأنبياء لمهامهم  المقدسة العظيمة في هداية البشر.

 

 الرمزية الثقافية*:

– الأغنام كانت تُعتبر رمزًا للبراءة والطاعة والسلام. هذه الصفات جعلتها تظهر في الأساطير والقصص الشعبية كحيوانات مرتبطة بالخير والنقاء.
– في بعض الثقافات، كانت الأغنام تُعتبر حيوانات مرتبطة بالخصوبة والوفرة، مما جعلها تحظى باحترام خاص. في المجتمعات الرعوية، كانت الأغنام جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. فالاعتماد الكبير عليها جعلها تحظى بمكانة روحية ورمزية.

الأساطير والقصص القديمة:
– في الأساطير اليونانية والرومانية، كانت الأغنام مرتبطة بالآلهة، مثل الإله هيرميس (Hermes) الذي كان يُصور أحيانًا وهو يحمل حملًا.
– في الثقافة الصينية، كانت الأغنام تُعتبر رمزًا للحظ السعيد والبركة.

في الثقافة البريطانية 

التيس ( ذكر الماعز ) في الثقافة البريطانية، كما في العديد من الثقافات الأخرى، يمثل القوة والخصوبة والتجدد. ظهوره في الاحتفالات يعكس الرغبة في تجديد الحياة وضمان الازدهار للمجتمع. ظهوره في الاحتفالات البريطانية مثل مهرجان “جونيورز ويك” هو تقليد يعكس التقاليد القديمة والثقافة الشعبية التي تمتد جذورها إلى ما قبل المسيحية. هذه الاحتفالات تظل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي البريطاني، حيث يتم الاحتفاء بالتاريخ والطقوس التي تربط المجتمع بماضيه.

 

 

الرمزية في و الفن والأدب:

ظهرت الأغنام في العديد من الأعمال الفنية والأدبية والاحتفالات  كرمز للسلام والهدوء،والخير والازدهار  مثل لوحات عصر النهضة الأوروبية التي تصور مشاهد رعوية.

 

 

الرمزية في العملات الوطنية

آيسلندا:
– العملة: الكرونا الآيسلندية (ISK).
– تحتوي بعض العملات المعدنية على صور لحيوانات محلية، بما في ذلك الأغنام، التي تشكل جزءًا من التراث الزراعي في آيسلندا.

2. نيوزيلندا:
– العملة: الدولار النيوزيلندي (NZD).
– تُظهر بعض العملات المعدنية القديمة أو التذكارية صور الأغنام، حيث تُعتبر تربية الأغنام جزءًا رئيسيًا من الاقتصاد النيوزيلندي.

3. أستراليا:
العملة: الدولار الأسترالي (AUD). تُصدر أستراليا أحيانًا عملات تذكارية تحتوي على صور الأغنام، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على تربية الماشية.

4. المملكة المتحدة:
– العملة: الجنيه الإسترليني (GBP). في بعض الأحيان، تُصدر العملات التذكارية أو المحلية صورًا للأغنام، خاصة في المناطق الريفية مثل ويلز أو اسكتلندا.

5. منغوليا:
– العملة: التوغريك المنغولي (MNT). قد تحتوي بعض العملات المعدنية على صور لحيوانات محلية، بما في ذلك الأغنام، التي تعتبر جزءًا من الحياة البدوية التقليدية.

الخلاصة:
ارتبطت الأغنام ببعض شعائر القداسة في الإسلام والمسيحية واليهوديةوحظيت  الأغنام  بهذه الأهمية  بسبب استخدامها في القرابين والطقوس الدينية. كما اشير إليها في بعض العملات وحظيت بالاهتمام في الثقافة والأدب والفنون العالمية .  بسبب دورها الحيوي في الحياة اليومية، وقيمتها الاقتصادية، ورمزيتها الروحية والثقافية التي جعلتها تحتل مكانة خاصة في العديد من الحضارات

 

اترك تعليقاً