بقلم : محمد بن عايض
تحتفل الأوطان جميعها بأيام مجيدة تخلد ذكرى تأسيسها، وفي وطننا العظيم المملكة العربية السعودية ، نستحضر اليوم ذكرى التأسيس الخالدة التي تعيد إلينا لحظات الانطلاق نحو لمِّ الشمل وتوحيد الصفوف ورصِّ الكلمة. نستذكر فيها تلك الجهود التي بدأت عام ١١٣٩ هجريةواستكمل بنائها المؤسس البطل وجهوده العظيمة التي قام بها من أجل بناء وقيام هذا الكيان الشامخ ، وجهودابنائه من بعده وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله التي ستظل أعمالهم الجليلة رمزًا للمروءة والكرامة والعطاء، ويظل هذا الوطن منارة للعالم وكعبة للإسلام وعنوانًا للسلام.
إن الأوطان لاتقدر بثمن ، ويدرك هذه الحقيقة أكثر من عانى غيابها، وما مكانة الإنسان إلا من مكانة وطنه ، وما حلَّ ببعض الأوطان من خراب شاهده العالم بأسره هو برهان على الفقدان الهائل الذي يلحق بالإنسان جراء فقدان وطنه. يدرك العاقل أن خسارة الأوطان تعني خسارة كل شيء، فهي تؤول إلى شتات وجوع وفقر وجهل ومرض وخوف. والعاقل لا ينصت لدعاة هدم الأوطان.
إن الاحتفال بيوم التأسيس هو لحظة سامية تتجلى فيها معاني الوحدة والتلاحم، فهو اليوم الذي أكرمنا الله فيه بجمع الشمل وتوحيد الصفوف، ويستحق أن نحتفي به بسرور واعتزاز. ومن أعظم ما يحظى به الإنسان هو وجود وطن عظيم بقيادة راشدة وتاريخ مجيد وحاضر مشرق ، يحتضنه ويكون له السند الحامي الذي يدافع عنه ويرعى مصالحه، ويصون أمنه ويشرف على شؤونه. حقًا، لا يوجد شيء يضاهي الوطن في مكانته وروعته ، لا شي مطلقا .