محمد بن عايض

قبل البدء سأذكر عبارة أعجبتني أخذتها من أحد البسطاء، – وأذكر البسطاء لأني واحد من هؤلاء كما قال “عمر أبو ريشة” – تقول العبارة: لا ضوء يسطع في النفس أعظم من ضوء الأمل، ولا هدية أعظم من الحب، ولا ثروة أعظم من الصحة، ولا رضا أعظم من الشكر.

 أعظم الهدايا التي يمكن تقديمها لمن حولك من الناس. الحب فالمحبوبون تأتي أخطاؤهم بردا وسلاما على القلوب لحسن الثقة بنواياهم ولمعرفتك ببساطتهم وإخلاص محبتهم وصفاء زلاتهم إن وقعوا فيها لذلك لا تحمل في نفسك عليهم وإن أخطأوا. وعلى الجهة الأخرى، قد يقع الآخرون في فخ الأخطاء، فلا تهاون في قبولها. ولا تتفاءل بها تفاؤلا حسنا. وقد تغمرك الوساوس، وتأسرك في دوامة من مشاعر الضيق، التي تشعل نيران الغضب، ويتأجج صدى الكلمات كلهيب متقد. فما الذي يميز هذين الموقفين؟

الفرق هو في الحب الذي صنعه الأول، وأسسه في القلوب بحسن العشرة وجمال اللفظ وكريم العطاء ونبل الموقف وابتسامة الروح وصفاء النفس وثبات المبدأ. وجمال الحضور بالاهتمام والإنصات والمؤازرة الحقة والتقدير والاحترام، فصنع من الحب درعا واقيا يقيه في ساعة العثرات وزلات اللسان، وكل ابن آدم خطأ.

إن أعظم الهدايا هو الحب الذي تزرعه في قلوب الآخرين سواء أسرة أو أقرباء أو أصدقاء وللناس كافة ،  فبالحب  تطفئ شرارة الحقد، وتهدى لظى النفوس حين تدفع بأحسن المشاعر وأعظمها وأسماها. وصدق حين قال إن الحب  أعظم الهدايا،  الحب بمعناه الرفيع.

 

اترك تعليقاً