
محمد بن عايض
الصفات البغيضة
تتجلى في بعض الشخصيات صفاتٌ تجعل الآخرين، يتجنبون الاقتراب منها، وقد يصل الجفاء حد النفرة، حتى وإن لم يُظهر البعض امتعاضهم بشكل واضح، فما هي تلك السمات التي تثير الاشمئزاز لدى الغالبية، وَتُثِيرُ سَخَطَ الكثيرين، وربما تكون سبباً في عزلة أصحابها والنفور منهم؟
يمتلك كل فرد منطقة عمياء في شخصيته، تكون واضحة للآخرين بينما تبقى غامضة بالنسبة له. في الوقت الذي يعتقد فيه الشخص أنه قد بلغ قمة الكمال، يُفاجأ بتذمرهم من تصرفاته وأحيانا بترك الناس له. ثمة سمات يتفق معظم الأفراد ذوي الصحة النفسية السوية على انتقادها، وهذه الصفات هي:
1: الكذب. يظن الكذاب أنه يقترب من الناس من خلال تلك القصص المزيفة، ويعتقد أنه سيحظى بمكانة واهتمام بينهم. لكن لا يمكن اعتبار الكذب وسيلة لكسب القلوب، حيث يفتقر الكذاب إلى إدراك الحقيقة عندما يعتقد أن أكاذيبه ستفتح له أبواب القلوب، أملا في نيل احترامهم ومكانتهم.
سواء كان يدعي أموراً لا يستطيع تحقيقها، أو يبتكر أكاذيب جديدة، فإنه في أسوأ حالاته يمارس الافتراء، ويلصق التهم بالآخرين. وترتبط بهذه الصفة صفات غير محمودة أخرى مثل نقض العهود، والخيانة، والتلاعب بمشاعر الآخرين دون أي اعتبار.
2- البخل: يعتبر البخيل هو ذلك الشخص الشحيح الذي يمتنع من أداء واجباته المفروضة عليه، سواء كانت على نحو شرعي أو عرفي. ومن الملاحظ أن هذه الصفة لا تشمل العاجز أو المحتاج بالطبع. يحمل البخيل في طياته صفات سلبية مرتبطة به، تتمثل في سوء الخلق والجبن وضعف اليقين، وهي سمات تلازم شخصيته، وتؤكد سوء خلقه وقلة وفائه.
3- الغرور والتفاخر الخفي: ينقسم الغرور إلى نوعين، أحدهما ظاهر يتمثل في احتقار الآخرين واستصغارهم، والآخر خفي يتمثل في التفاخر المستتر. يظهر هذا التفاخر في حركات الجسم، ونظرات العيون، والكلمات، والإشارات غير المباشرة، حيث تنبض كل هذه التعبيرات بمعاني الاستعلاء والأنا المتضخمة..
4- الفحش في القول هو تجسيد للبذاءة وما يستنكره الذوق السليم من الألفاظ. إنه يعبر عن المبالغة في التعبير بأشد العبارات قذارة وخدشا. هناك من يختار أسوأ الألفاظ وأكثرها فظاعة، غير عابئ بمدى تأثير ذلك في المجالس التي يوجَد فيها، ساعياً إلى كسب إعجاب الآخرين، وهو في غفلة عن أن النفس البشرية والأذواق الرفيعة تنفر من مثل هذه الكلمات المستهجنة. فالإنسان السوي يرتفع بروحه عن هذا الفحش، فيسعى إلى التعبير بلغة تليق بمقامه ومقام من حوله.
5- انتهاك الحرمات: صاحب هذه الصفة الذميمة ينظر إلى العالم من زاوية ضيقة، لا يميز بين القريب والبعيد، ولا بين الجار وذوي الحقوق. يتلاعب بالأعراض بلا وازع من أخلاق أو ضمير أو دين، بل حتى بلا وعي بالشرف. شغفه يقتصر على المتعة العابرة والتسلية، وعبثه بمشاعر الناس. هذا هو أسوأ الخلق، على الرغم من أنه قد يظهر بمظهر جذاب وكلمات معسولة، إلا أن زيف أخلاقه سرعان ما يتكشف ويظهر عورته.
في آخر الأمر هناك صفات بغيضة تكون سببا في جفوة الأسوياء من الناس عمن تحلى بها من أهمها : الكذب والبخل والغرور والفحش في القول والتعدي على الحرمات وهناك صفات ذميمة أخرى كالنصب والاحتيال وغيرها لا يسع المجال لسردها .