لاتيه – تقارير .وكالات .
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منشور على منصة إكس عن “حزنه العميق” إزاء هذه الكارثة، مؤكدا أن “وكالات الأمم المتحدة ترسل الأغذية ومعدات صحية وغيرها من الإمدادات الأساسية لمساعدة المتضررين”.
فيما أعلنت السلطات المحلية ارتفاع حصيلة انزلاق التربة في منطقة جوفا بولاية جنوب إثيوبيا إلى 229 قتيلا على الأقل، ما عدا الجرحى. ولا يزال الكثير غيرهم في عداد المفقودين.
وهذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الإفريقي.وفق ما افاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وقال “أوتشا” في تقريره إن “عمليات الإغاثة تتواصل” و”يحفر السكان بأيديهم أو بالمعاول لعدم توافر خيارات أخرى”. وأضاف “من المتوقع أن ترتفع الحصيلة إلى 500 قتيل، استنادا إلى المعلومات التي قدمتها السلطات المحلية”.
وكانت الحصيلة السابقة التي وفّرتها السلطات المحلية مساء الثلاثاء تفيد بمقتل 229 شخصا.وفي مقابلة مع “بي بي سي” الأربعاء، أوضح رئيس مكتب “أوتشا” في إثيوبيا بول هاندلي أن تسليم “معدات الحفر الثقيلة إلى المنطقة المتضررة المعزولة والجبلية” كان “تحديا، لا سيما بسبب حال الطرق”.وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس أن الطريق المؤدي إلى موقع الكارثة غير معبد لمسافة تمتد عشرات الكيلومترات.وفي موقع الحادث في كينشو، عمد مئات الأشخاص الى البحث عن ناجين بين الطين الأحمر الرطب.
وبحسب أوتشا فإن “هناك حاجة إلى إجلاء أكثر من 15 ألف شخص متضرر، بمن فيهم 1320 طفلا على الأقل، بالإضافة إلى 5293 امرأة حامل أو ولدت حديثا”.
ووقعت الكارثة في كيبيلي (أصغر قسم إداري) في كينشو الواقعة في منطقة وريدا في غيزي-غوفا، وهي منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها، وتبعد أكثر من 450 كيلومترا وعشر ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عقب هطول أمطار غزيرة في جنوب اثيوبيا.
عدد المفقودين غير معروف
وهطلت أمطار غزيرة في المنطقة لفترة طويلة مساء الأحد. وانهار جزء من التل صباح الاثنين، ما أثر على العديد من المساكن قبل أن يطمر انزلاق تربة العديد من السكان الذين كانوا قد هرعوا لمساعدة السكان.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية، إن معظم الضحايا طُمروا أثناء محاولتهم إنقاذ سكان منزل تضرر بانزلاق أول للتربة، موضحة أن الحادثة وقعت في كيبيلي كينشو بمنطقة وريدا في غيزي – غوفا، والتي تعتبر منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها، وتبعد أكثر من 450 كيلومتراً و10 ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.وقال داغيماوي أييلي، مسؤول منطقة غوفا، إن الأشخاص الذين سارعوا لإنقاذ الأرواح ماتوا، بما فيهم المسؤول المحلي وأساتذة وعاملون في مجال الصحة ومزارعون.
وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس بأن سكّانا مسلحين بأدوات زراعية بسيطة، ما زالوا يحاولون العثور على أقربائهم المدفونين تحت طبقة سميكة من الطين.وقال شاب لوكالة فرانس برس ليل الأربعاء “لا أستطيع العودة إلى المنزل بدون العثور على أخي”.
وبدأت المساعدات تصل في الأيام الأخيرة. وباشر الصليب الأحمر توزيع الأساسيات الثلاثاء فيما تنشر الحكومة الفدرالية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية في الوقت الراهن فرقا في المنطقة.ويعتمد حوالى 18 % من سكان إثيوبيا (21,4 مليون نسمة) أصلا على المساعدات الإنسانية في الأوقات العادية، كما نزح 4,5 ملايين شخص أخيرا بسبب صراعات أو كوارث مناخية (موجات جفاف وفيضانات…)، وفق الأمم المتحدة.
ووصف إثيوبي يعيش في نيروبي، يتحدر من منطقة مجاورة لغوفا ولم يرغب في كشف اسمه، المنطقة المنكوبة بأنها “ريفية ومعزولة وجبلية. الأرض هناك ليست ثابتة، لذلك عندما تهطل أمطار غزيرة، تخسف التربة على الفور”.
وأشار إلى أن “هذه الكارثة ليست الأولى. العام الماضي، قُتل أكثر من 20 شخصا، وفي السابق، خلال كل موسم أمطار، قضى أشخاص بسبب انزلاقات تربة وأمطار غزيرة في هذه المنطقة”.وكان جنوب إثيوبيا من المناطق التي تضررت جراء الفيضانات في نيسان/أبريل وأيار/مايو، خلال موسم الأمطار “القصير”. وبدأ موسم الأمطار “الطويل” في البلاد الواقعة في شرق إفريقيا في حزيران/يونيو.وفي أيار/مايو 2016، قُتل 41 شخصا في انزلاق تربة عقب هطول أمطار غزيرة على منطقة ولاييتا الإدارية، الواقعة أيضا في منطقة الأمم الجنوبية.في العام 2017، لقي 113 شخصا حتفهم بانهيار جبل من القمامة على مشارف أديس أبابا.
بدوره، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن موسم الأمطار يبدأ في إثيوبيا من يونيو، في حين تزداد الأمطار الخفيفة بشدة في يوليو وأغسطس وسبتمبر.وأوضح عبر حسابه على فيسبوك أنه حتى الآن فمعدل الأمطار أعلى من المتوسط في أماكن عديدة
ولفت إلى أنه مع شدة الأمطار صباح الثلاثاء، حدثت انهيارات أرضية في منطقة جوفا (Gofa) جنوب غرب إثيوبيا بمنطقة الأخدود الإثيوبي (جزء من الأخدود الأفريقى الذى يمر باثيوبيا) حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة؛ بسبب النشاط الزلزالي مما يجعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار، وبالتالي يزداد وزنها ثم تنزلق مع الانحدار.وأضاف: “يزيد من هذه الحركة إذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية تعمل في هذه الحالة كمادة غرينية تساعد على الانزلاقات”.وأوضح أن طبيعة هذه المنطقة جيولوجيا تختلف عن منطقة سد النهضة التي تفتقد الطبقات الرسوبية، ولكن بها صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات، ويكثر بها الفيضانات وانجراف التربة والانهيارات الصخرية من تساقط الصخور، وتحتل إثيوبيا المرتبة الأولى عالميا فى انجراف التربة.