
كلمات في وداع زين
بقلم : محمد بن عايض
إن الحديث عن فضائل الأفراد يعد من التحديات ، فكل إنسان يحمل في طياته مزيجًا من الخير والشر. ومن الظلم أن نغض البصر عن مزايا الأخيار، خاصة بعد أن يودعوا هذه الحياة الفانية. ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا حين يتعلق الأمر بأحد الأقارب، لكن يتوجب علينا تجاوز هذه الحدود الأدبية، لنستعرض محاسن رجل عايشته من كثب.
هذا الأسبوع افتقدنا أكبر إخوتي من أبناء العمومة، السيد زين بن محمد (رحمه الله ) أتذكر خصالاً نبيلة تميز بها هذا الرجل عن سواه، خصوصاً في زمن يتنافس فيه الناس على المال والمصالح والجاه ورغبتهم في الظهور وحب السيادة. لم يكن أخي السيد زين بن محمد (رحمه الله) من تلك الفئات أو أولئك القوم، مع قدرته على ذلك ومع ذلك، اختار أن يعيش في أجواء من الحب والسلام.
كان كريماً ومضيافاً، ومرحبا بالجميع، سواء كانوا من الأقارب أو الغرباء. كان تجمع الناس حوله شهادة حية على محبتهم لشخصه وصفاته النبيلة. ولم يكن هذا بالأمر الغريب، فقد تخلى عن كل ما يثير الفتنة والكراهية، وعاش مقدراً الجميع، من الصغير إلى الكبير، ومن الغني إلى الفقير، مكتفياً بزرع بذور المعروف ومدّ يد العون للآخرين.
كل من يعرفه يشهد بصفاء قلبه ورقة طبعه، ويدركون أنه دائم الابتسامة، نادراً ما يلتقي أحد عابس الوجه. يدخل إليك بابتسامة، وينجح في تحويل أي قلق إلى سكينة، فور أن تراه يستمع إليك بانتباه، ويعمل جاهدًا لتهدئة نفوس الناس من حوله، ويقدم ما بوسعه ليكون عونًا لهم.
هذا النوع الفريد من البشر يكاد يختفي في غمار هذا السباق الماراثوني المادي المذهل، الذي ترك بصماته على إنسانية الإنسان، ومشاعره، وروابطه الاجتماعية. ولا ريب أن الخير وأهل الخير لا يزالون موجودين في زوايا هذا العالم.
غادر زين بن محمد، بكل صفاته الرفيعة وروحه الساحرة الجميلة، ومعدنه النبيل، تاركًا وراءه في قلوب الجميع زهورًا من الذكرى العطرة ومناقب تستحق أن تخلد في الأذهان.
رحم الله اخونا زين بن محمد ذاك الرجل الطيب ذو الخلق الرفيع .