لاتيه – فريق التحرير
محافظة فرسان
فرسان، هي إحدى محافظات منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية ،تقع إلى الغرب والجنوب الغربي لمدينة جيزان ؛ على بعد 20 ميلًا بحريًّا غرب شواطئ المنطقة، وتبعد 50 كلم من مقر المحافظة -مدينة جازان- وهي تقع بين خط العرض 16.7 شمالًا، وخط الطول 41.7 شرقًا في القسم الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وتبلغ مساحتها نحو 1050 كلم2.
وتُعدُّ جزيرة (فرسان الكبرى) أكبر جزر الأرخبيل من حيث المساحة والوجود السكاني، حيث إن مساحتها تصل إلى حوالي 380 كلم2. وتُعدُّ الأقل سكانًا في منطقة جازان، إذ يعيش فيها 13,529 نسمة، ما يعادل 1% فقط من سكان المنطقة حسب التعداد السكاني لعام 2022 وهي أكبر جزيرة مأهولة بالسكان على مستوى جزر المملكة.
تاريخ جزيرة فرسان
الوجود البشري في جزيرة فرسان يعود إلى مليون عام
كشف أستاذ الآثار بجامعة “يورك” جيف بيلي، عن أول ظهور للإنسان في جزيرة فرسان بجازان، وكيف كانت حياتهم في السابق. وقال بيلي، خلال لقاء ، بثته القناة الأولى للتلفزيون السعودي ونشرته على منصة أكس قال : إن الوجود البشري في جزيرة فرسان يعود إلى مليون عام، مشيرا إلى أن الفقرة الأقدم تسمى العصر الحجري المبكر عندما كان الناس يصنعون أدوات قطع كبيرة مصنوعة من الحمم البركانية.
ولفت إلى أن هذا النمط استمر حتى 50 ألف سنة تقريباً، مبينا أن الطريقة التي تذبذبت فيها تغيرات المناخ استمرت من 5000 إلي 6000 سنة، وبين الفترات الجافة التي استمرت لمدة 100 ألف سنة.
على مر العصور، استقبلت جزر فرسان العديد من الناس بفضل موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة، الذي يعد ممرًا مائيًا مهمًا في البحر الأحمر. منذ الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت هذه الجزر مقصدًا للزوار من الدول العربية وأفريقيا وأوروبا، وكانت تُعرف باسم بورتوس فيريسانوس. وقد وُجد نقش لاتيني يعود إلى عام 144م، يشير إلى وجود حامية رومانية في الجزيرة. تشمل الجزر آثارًا لحضارات متنوعة، مثل حضارة أكسوم والعرب والرومان .

جزر محافظة فرسان
أكبر تجمع للظباء (الغزال الفرساني ) في المملكة

التنوع الأحيائي في جزر فرسان

مهرجان الحريد

آثار متنوعة لحضارة أكسوم والعرب والرومان

السياحة والآثار في محافظة فرسان
تضم جزر فرسان إمكانات سياحية مميزة وأماكن أثرية عديدة، وامتازت منذ القدم بمصائدها الغنية باللؤلؤ الذي كان من أهم مصادر الرزق لأبناء فرسان، إلى جانب صيد الأسماك الذي يُعدُّ المهنة الرئيسة للسكان. وتحتوي فرسان على آثار مهمة مثل جبل لقمان، وهو عبارة عن حجارة ضخمة متهدمة تشير إلى أنها أنقاض لقلعة قديمة، وبالقرب منها توجد بعض المقابر القديمة، إلى جانب بيت الجرمل في جزيرة قماح، ومسجد النجدي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1347هـ/1928م.ومسجد التابوت الذي يقدر عمره بـ (300) عام، وتقام فيه الصلاة حاليا بعد تجديده ضمن مشروع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية .

ومن معالم فرسان منزلا الرفاعي الأثريان، وما يتميزان به من أسلوب معماري، وتعود ملكية أحدهما للسيد أحمد المنور الرفاعي، والآخر للسيد حسين بن يحيى الرفاعي. ويُزيّن منزل المنور الرفاعي الذي تم الانتهاء من بنائه في العام 1341هـ/1923م، أحزمة من الداخل حفرت عليها كتابة الآيات القرآنية، وأحزمة أخرى من الخشب على جدار المنزل من الخارج، وقد تم تحويل المنزلين والأراضي المحيطة بهما إلى مركز ثقافي.
تشمل المواقع الأثرية والسياحية في جزر فرسان أيضًا قرية المحصور، والتي تبعد عن فرسان الكبرى نحو 45 كلم، وتمتاز بوجود مجموعة كبيرة من أشجار النخيل وعذوبة المياه. ومن المواقع السياحية بجزر فرسان منطقة عبرة، ومنطقة القندل وتقع شمالي جزيرة فرسان، وساحل العشة، ومنطقة مفقودة، ومنطقة الفقوة، والقصار، والمحرق، والحسين.
يوجد في جنوبي جزيرة فرسان أيضًا وادي مطر الذي تنتشر على صخوره نقوش حميرية، وفي قرية القصار بالجزيرة يوجد موقع الكدمي الذي يحوي بنايات متهدمة ذات أحجار كبيرة وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية. توقد أعلنت هئية التراث عن اكتشافات أثرية فائقة الأهمية في جزر فرسان تعود للقرنين الثاني والثالث الميلاديين.
نظير ما تتمتع به محمية جزر فرسان من تنوع بيئي وحياة فطرية نادرة، تم في عام 1443هـ/2021م، تسجيلها في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)؛ أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
يستخدم سكان محافظة فرسان وزائروها مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة جازان، وهو أقرب المطارات إليها، وهو مطار إقليمي تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 900 ألف مسافر سنويًّا.
التعليم العالي في محافظة فرسان
توجد في محافظة فرسان إحدى مؤسسات التعليم العالي وهي كلية العلوم والآداب التابعةلجامعة جيزان والتي أُنشئت في العام الجامعي 1422هـ/1423هـ، وتُعدُّ الأولى من نوعها في الجزيرة، حيث بدأت بمسمى كلية التربية فرع جازان، ثم انضمت إلى جامعة جازان تحت مسمى كلية العلوم والآداب بفرسان في العام الجامعي 1426هـ/1427هـ، والآن أصبحت تحت مسمى الكلية الجامعية بمحافظة فرسان، وتضم أقسام: التمريض، والاقتصاد المنزلي، واللغة الإنجليزية.
وتعدّ جزيرة فرسان أرض الشعر والجمال ،ومنها خرج كوكبة من الشعراء المتميزين في مقدمتهم الشاعر الكبير ابراهيم مفتاح وحسين سهيل والشاعر الأديب عبد المحسن يوسف .
المصادر
1-mawdoo3.com
2- wikipedia.org
3-سعوديبيديا
4-وكالة الأنباء السعودية