العلاقات الثابتة

لاتيه – المقالات :

العلاقات الثابتة

محمد بن عايض

___________________________________

حاجة الإنسان للعلاقات أساسية، وليست مشاعر عابرة، بل هي حاجة مركوزة في عمق تكوينه النفسي. هي حاجة تشبع وجوده، وتشعره بأهميته وتشعره بالأمان  وتقيه شرور العزلة وتدعمه بالعاطفة و تنمي حسه الوجداني في شعوره بالآخرين  وتبعده عن مشاعر الاغتراب النفسي والوحدة.. نحن كبشر يؤلمنا العيش فرادى فعيش الإنسان وحدة حالة استثنائية غير طبيعية لايمكن لإنسان طبيعي سوي أن يرى  العيش الدائم منفردا من متع الحياة إنما هو حالة استثنائية  ولهذا فهو بحاجة إلى علاقات تشبع حاجته الاجتماعية .

وتتعدد أنواع العلاقات، وتختلف في مستوياتها وأشكالها وأنواعها والحديث هنا عن نوع العلاقات الثابتة وتلك سريعة التغير والتحول .  العلاقات الدائمة  في المجمل أشبه ما تكون بالشجرة في حاجتها إلى الرعاية والصبر عليها والعناية بها والبذل لها والعطاء والتضحية من أجل الحفاظ على بقائها من بداية النشأة حتى النضج ، حتى تتفيأ طيب ظلالها  ويسعدك منظر زهرها وتنعم بثمارها ، وهذا نتاج العلاقات  الصحيحة  الناضجة المتجذرة والعميقة التي يعتد بها، ويستند إليها في الملمات وهي علاقة تقاوم رياح الغضب ، وأعاصير تقلب النفوس ، وعواصف الأيام ولظى نار الوشاة . وتعين في حالة الضعف ولحظات الانكسار  .

بخلاف العلاقات العابرة السريعة هي مجرد أوراق جافة في مهب الريح تدفعها نسمة عابرة، ويحملها الهبوب ويقتلها الضياع  في مهدها وإن بقيت قتلها كل نفسٍ غاضب وحاجة ماسة  وخلق ذميم  وموقف ذليل .  سرعان ما يحمل جثمانها النسيان على رفوف الزمن، ويبقى منها أثر بسيط كبقايا وشم تمحو  أثره  كف  السنين حتى لا يكاد يبين ، ولذلك لا يعتد بمثل هذا النوع من العلاقات السريعة المؤقتة المحكومة بالعواطف الآنية الهشة  وبالمصالح السريعة التي نمت مع أحاديث المقاهي والمكاتب والأعمال فهي كباقي الذكريات تمر مرور الكرام .

 

اترك تعليقاً