قوتك الحقيقية تبدأ من داخلك

بقلم د. خالد الغامدي

أخصائي نفسي وخبير تربوي


في أوقات كثيرة، نحس كأن الدنيا تضغط علينا من كل جهة… مشاغل، ضغوط، وتفاصيل لا تنتهي. نُجامل ونبتسم ونُظهر الثبات، لكن الحقيقة؟ من داخلنا لسنا بخير دائمًا. نشعر بالتعب، بالخوف، وبحالة لا نعرف كيف نصفها.

وأنا هنا لا أكتب لأعطيك مجرد نصيحة، بل لأقول لك شيئًا بسيطًا وعميقًا:
أنت تستحق أن تعيش بسلام… سلام داخلي يُشعرك أنك بخير حتى لو لم يكن كل شيء مثاليًا.

في كل هذا الزحام، هناك من يختار أن يكون ثابتًا من الداخل. لا يمثل، لا يدّعي القوة، لكنه يحمل يقينًا في قلبه:
“أنا لا أُهزم… ولا يمكن هزيمتي.”

هذا اليقين لا يأتي فجأة، ولا هو شعور جاهز، بل نتيجة بناء داخلي يبدأ من خطوة واحدة:
أن تؤمن أنك لست وحدك.
حين تعرف أن الله معك، تخفّ مخاوفك، وتصغر مشاكلك، ويصبح الفشل مجرد مرحلة لا نهاية.

ثم يأتي الرضا، لا كأنك توقّفت عن الحلم، بل لأنك صرت ممتنًّا لما لديك، وواثقًا أن القادم يحمل خيرًا.
وتبدأ ترى الحياة بمنظور مختلف… تهتم بنفسك، لا بما يقوله الناس… وتتعلّم أن أجمل الانتصارات تحدث بصمت.

ولا تنسَ قلبك…
هذا الصندوق العميق، إن ملأته بالحقد، أفسد عليك يومك ونومك. اغفر… لا من أجل الآخرين، بل لترتاح.
القلب النظيف ينام هادئًا، ويستيقظ خفيفًا، ويعطيك طاقة لم تكن تعلم بوجودها.

وفي النهاية، ستكتشف أن القوة الحقيقية لا تأتي من الظروف، ولا من الناس… بل من داخلك. من سلامك، من وعيك، ومن رضاك.

تذكّر دائمًا:

السلام الداخلي هو الأرض التي تُزهر عليها أحلامك.

ابدأ من اليوم…
ليس بتغيير العالم، بل بتغيير نظرتك لنفسك.
خُذ نفسًا عميقًا، وقل:
“أنا بخير… وأنا أقوى مما أظن.”

اترك تعليقاً