المقالات
تحمل مسؤوليتك
بقلم الكاتبة :سلافة سمباوة
نستسهل كثيرًا أن نلقي باللوم على الآخرين: على الظروف، على الأقدار، على المجتمع. لكن الحقيقة المؤلمة أن هذا اللوم لا يغير شيئًا، بل يسلبنا قدرتنا على الإصلاح. نحن نصنع حياتنا كل يوم بقراراتنا واختياراتنا، وإذا لم نعترف بمسؤوليتنا فلن يتغير شيء.
كثيرون يخلطون بين النقد واللوم. النقد البنّاء يساعدنا على تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، أما اللوم فيجعلنا نتخلص من مشاعر الضعف عبر تحميل الآخرين المسؤولية. قد يمنحنا الأدرينالين شعورًا مؤقتًا بالقوة، لكنه يسرق منا أهم فرصة: أن نتعلم من أخطائنا.
اللّوم غريزة دفاعية، لكنه أيضًا فخّ يحبسنا. حين نلوم الظروف، والآخرين، والطقس، والاقتصاد، فإننا نتنازل عن قوتنا الداخلية. كما قال “جورج برنارد شو”: الناس يلومون ظروفهم، أما الناجحون فيصنعون ظروفهم بأنفسهم.
الحقيقة أن كل شخص مسؤول عن 100٪ من حياته: إنجازاته، علاقاته، صحته، حالته النفسية، وحتى دخله وديونه. لكن معظمنا اعتاد إلقاء اللوم على الخارج: الوالدين، الرؤساء، الشريك، المجتمع.. أي شيء إلا مواجهة أنفسنا.
التوقف عن اللوم يعني إدراك أن ما نواجهه اليوم هو نتيجة لاختياراتنا بالأمس. وكما قال “مارك فكتور هانسون”: كلما ألقيت اللوم على الآخرين، خسرت فرصة لا تعوّض للتعلم.
الخطوة الأولى هي التخلي عن الأعذار والقصص التي نختبئ خلفها. طالما نرى أنفسنا ضحايا، سنبقى عالقين. أما حين نقبل الحقيقة، ندرك أن بوسعنا إعادة صناعة حياتنا.
كذلك، علينا أن نتوقف عن الشكوى. فالشكوى تعني أنك تدرك وجود بديل أفضل لكنك غير مستعد للمخاطرة للوصول إليه. لديك خياران فقط: إمّا أن تتقبل واقعك وتصمت، أو تتحرك لتصنع التغيير.
حتى لا يسيطر اللوم على حياتك:
• اقبل ضعفك، واغفر لنفسك الأخطاء.
• تعلم من الفشل، وابدأ من جديد.
• غيّر استجابتك للأحداث: أفكارك، صورك الذهنية، وسلوكك.
الحياة لا تنتظر من يبرر أو يشتكي. اللحظة التي تقول فيها: “أنا المسؤول”، هي اللحظة التي تتحرر فيها من قيود الأعذار. فإذا كنت تريد مستقبلًا مختلفًا، فابدأ اليوم بتغيير استجابتك، لتصنع غدًا أفضل بإرادتك