تقرير


الأسرة جذر المجتمع: كيف تنجح المرأة في بناء بيت يدوم رغم التحديات ؟

 

2,000+ Middle Eastern Family Eating Stock Photos, Pictures & Royalty-Free Images - iStock | Arab family

 


 

 

 

 

إعداد وحوار: سلافة سمباوه

تُعدّ الأسرة الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، والمصدر الأول للتوازن النفسي والاجتماعي للأفراد. وفي ظل ما يشهده العالم من تغيرات سريعة في القيم، وضغوط اقتصادية ونفسية متزايدة، أصبحت مسألة استمرارية الحياة الزوجية تحديًا حقيقيًا يتطلب الوعي، والتفاهم، والإصرار على النجاح.

في هذا التقرير، تسلّط “صحيفة لاتيه” الضوء على تجارب عدد من السيدات اللاتي استطعن بناء أسر مستقرة وسعيدة رغم التحديات، لتكشف تجاربهن أن سرّ الزواج الناجح لا يكمن في غياب المشكلات، بل في فن التعامل معها.

الصبر والتواصل سرّ البقاء

تقول أم عبدالله (25 سنة زواج):

“الحياة الزوجية ما تمشي بالحب فقط، لازم صبر، وتفاهم، وكلمة طيبة. ما في بيت يخلو من الخلاف، لكن الفرق في طريقة الحوار. لو كل واحد سعى ليكون على حق، ما في أحد راح يكون سعيد.”

وترى أن الحوار الهادئ والتسامح هما أساس كل علاقة ناجحة، مؤكدة أن تدخل الآخرين في تفاصيل الحياة الزوجية غالبًا ما يزيد الخلافات تعقيدًا.

الاختلاف لا يفسد الاستقرار

من جانبها تقول أم فهد (17 سنة زواج):

“أنا وزوجي مختلفين في كل شيء تقريبًا، لكن تعلمنا كيف نوازن بين طبعينا. الاختلاف ما يخوّف، بالعكس، يصنع التنوع إذا فيه احترام وتفاهم.”
وتضيف أن تخصيص وقت أسبوعي للنقاش حول الأولويات والمشاعر ساعدهما على تجاوز فترات الفتور والضغوط الحياتية.

المرأة الواعية عمود البيت

وتوضح أم ناصر (12 سنة زواج):

“الزوجة الواعية هي اللي تصنع الجو داخل البيت. لما تكون متصالحة مع نفسها وتطور ذاتها، تكون أكثر قدرة على احتواء شريكها وأطفالها.”
وترى أن الاستثمار في تطوير الذات والتعليم النفسي والمهارات الزوجية هو أفضل ما يمكن أن تقدمه المرأة لأسرتها.

الاحترام قبل الحب

أما أم خالد (20 سنة زواج) فتؤمن أن الحب لا يكفي وحده:

“الاحترام هو الذي يديم الحب . عندما نحترم وقت بعض، ونراعي ظروف بعض، نقدر نحافظ على البيت مهما كانت العواصف.”

تقول الأخصائية الاجتماعية د. منى القحطاني:

“الزواج الناجح ليس حظًا، بل مهارة. أهم عوامل استمراره: الحوار الفعّال، الذكاء العاطفي، إدارة الخلافات، واستحضار النية الطيبة لبناء أسرة سعيدة لا لمجرد تجنب الوحدة.”
وأضافت أن وجود القدوة الإيجابية للأب والأم ينعكس مباشرة على استقرار الأبناء وثقتهم بأنفسهم.

واخيرا :

يبقى بناء الأسرة رحلة وعي ونضج مشترك، لا تخلو من الصعوبات، لكنها تزدهر بالتفاهم والنية الحسنة.
فالبيوت التي تُبنى على الاحترام، وتُسقى بالحب، وتُصان بالتسامح، تبقى راسخة مهما تبدلت الظروف.
الأسرة ليست مجرد عقد زواج، بل مشروع حياة مقدّس، يتجدد بالعطاء كل يوم

اترك تعليقاً