
لماذا يحتاج الإنسان إلى الحكمة ؟
بقلم : محمد بن عايض
قيل في تعريف الحكمة (وضع الشَّيْء فِي موضعه، وصواب الأمر وسداده. وفي عرف العلمَاء: هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية واكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة قدر طاقتها.
تُعدّ الحكمة حاجة جوهرية، تتبلور من عمق التجربة واستبطان الإنسان لأفعاله، حيث يمنح العمر بُعداً غني للتجربة الإنسانية، التي تُعدّ الحكمة إحدى أبهى ثمارها. وهذه الحكمة تتجلى من خلال القراءة المتعمقة للأدباء ومجالسة العلماء والمفكرين الناضجين، والاستماع إليهم ومناقشة كبار السن والاستفادة من تجاربهم الثرية التي امتدت عبر السنين.
كل هذا يسهم في تعزيز الفهم، ويمنح الإنسان القدرة على التروي في إصدار الأحكام، ويعزز من نظرته الثاقبة للأمور المستجدة. فكل فرد في خضم حياته يحتاج إلى فهم عميق ومعالجة متميزة لما يعترضه من قضايا تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق به وبأسرته وبمن حوله ممن يسانده.
تتجلى حاجة الإنسان الملحة للحكمة في قدرته على تجنب مواطن الزلل والنجاة من المشكلات، وحل الخلافات التي قد تعكر صفو العلاقات. فطبيعة الإنسان الاجتماعية تجعله دائماً في تفاعل مع الآخرين، سواء كانوا من أسرته أو أصدقائه أو أقاربه أو زملائه في العمل، أو عملائه في السوق ، مما يمكن أن يؤدي إلى نشوء تصادمات أو خلافات قد تتطور إلى نزاعات تترك أثرها العميق في نفوس الجميع، وقد تسفر عن قطيعة أو انفصال أو حتى عداوات وخسائر دائمة.
تتجلى حاجة الإنسان إلى الحكمة والتأمل والفهم في مثل تلك اللحظات، حيث تتبدد الخلافات، ويلتئم الشمل، وتُرمم الفجوات، مما يُسهم في سير الحياة بأقل قدر من النزاعات والخسائر التي قد تُفكك الفرد، وتؤثر سلبا على علاقته بالمجتمع.
في القرآن الكريم ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ )
قال امير المؤمنين علي رضي الله عنه الحكمة ضالة المؤن
ومن يطلب الحكمة فقد أوتي خيراًكثيراً
شكراً على طرح هذا الموضوع المهم