مسكرم الإثيوبي: رحلة ساحرة بين الطبيعة والألوان والفرح

بقلم الإعلامي : حسن أحمد 

 

مع انبلاج فجر سبتمبر، يتغير وجه إثيوبيا بالكامل، ويحل شهر مسكرم كأجمل لوحة فنية تمزج بين خضرة الطبيعة، ودفء الشمس، وأصوات المطر المنعشة. هذا الشهر ليس مجرد بداية العام الجديد، بل هو احتفال بالحياة، ووصل بين الماضي والحاضر، وبين البشر والطبيعة.

في كل زاوية من أديس أبابا والمدن الكبرى، والشوارع الضيقة للقرى النائية، تتحرك الألوان وتتناثر البهجة. المواطنون يلبسون أجمل ملابسهم التقليدية المزخرفة، والأطفال يركضون بفرح بين أسواق المدينة المزدحمة بالزهور والبهارات والموسيقى الشعبية.
كل صوت جميل، وكل رقصة إريتشا، وكل ابتسامة تقابل السائح، يروي قصة أصالة الشعب الإثيوبي وكرمه الفريد.

أما الزوار والسياح، فكل لحظة في مسكرم تبدو كأنها حلم حي.الأجانب يندهشون من تنوع العادات والتقاليد، ومن حرارة الترحيب الذي يشعرهم بأنهم جزء من هذا المجتمع المتجذر في أرضه وتاريخه. الرحلات إلى الأرياف تكشف عن مشاهد ساحرة: الحقول الخضراء الممتدة تحت المطر، والأغنام التي ترعى بهدوء، وأهل القرية الذين يرحبون بالزائرين بحفاوة لا توصف، ويعلمونهم رقصات الفرح ومذاق أطباقهم التقليدية.

مسكرم هو شهر الأعياد والمناسبات الاجتماعية؛ حيث تتناغم الأعراس والمهرجانات مع الاحتفالات الدينية والوطنية.
من إريتشا الذي يوحد الشعب في فرح جماعي، إلى مهرجانات الموسيقى والرقص التي تستمر لساعات، كل لحظة تحمل معانٍ عميقة عن الحب، والوئام، والتضامن بين الناس.  القلوب تتفتح كما تتفتح الزهور بعد المطر، والأرواح تعانق بعضها بحب وسلام.

وبينما يبدأ العام الدراسي الجديد، يكتمل المشهد بتدفق الأطفال والطلاب إلى المدارس الحكومية والخاصة، حاملين معهم آمال المستقبل وفرحة التعلم. إنها إثيوبيا في مسكرم: حياة متجددة، احتفالات متواصلة، وطبيعة ساحرة تجعل كل زائر يشعر بالدهشة والإعجاب والانتماء.

من منظور سياحي، مسكرم هو فرصة لا تعوض لكل من يبحث عن تجربة حقيقية ومتكاملة: من أسواق العاصمة الصاخبة إلى الجبال والوديان الغنية بالتراث، ومن أطباق المأكولات التقليدية التي تعكس نكهات الأرض، إلى الأغاني والرقصات التي تبعث في النفس شعور الانتماء والفرح. كل يوم يحمل مغامرة جديدة، وكل لحظة تزخر بالدهشة والإثارة، وكل لقاء مع الإنسان الإثيوبي يترك أثرًا في القلب لا يمحى.

مسكرم الإثيوبي هو رحلة من الحواس والمشاعر والذكريات التي لا تُنسى، شهر يضع إثيوبيا في قلب كل زائر، ويترك في الروح حبًا لا يشبهه أي حب آخر، ويحول كل سائح إلى راوي لتجربة ساحرة مليئة بالألوان، والابتسامات، والفرح العفوي، ودفء الضيافة الذي يجعل من هذا الشهر أعظم موسم سياحي في إثيوبيا وأكثرها روعة وإشراقًا.

اترك تعليقاً