المقالات

آسف لنفسي
بقلم د/ خالد الغامدي
أخصائي نفسي وخبير تربوي
نحن الان في عالم مليء بالمغريات، حيث يسهل الانجراف وراء تقليد الآخرين، ويكون الوازع الديني ضعيفًا عند البعض، وعدم الثقة بالنفس يجعل الشخص أكثر عرضة للانحراف أو الاستسلام لما يستهويه، يصبح الصدق مع النفس والاعتناء بها ضرورة حقيقية.
أحيانًا يحتاج الإنسان إلى وقفة صادقة مع نفسه، لحظة يعترف فيها بكل ما أغفل عن نفسه وبكل ما لم يرتبه في حياته. كما قال صاحبنا : “أسف لنفسي على كل شيء… هسترت بروحي وما رتبت أشياء لروحي، وودي عدلت أشياء لروحي مثل الدراسة والاهتمام بنفسي.”
هذا الاعتراف ليس مجرد ندم، بل علامة وعي ناضج ومسؤولية تجاه النفس. الكثير منا ينسى نفسه في خضم الحياة، يغفل عن ترتيب أولوياته، وينشغل بما حوله دون أن يسأل: ماذا أريد حقًا؟ وما الذي يرفعني ويقويني؟
هو لم يكتفِ بالاعتراف بالخطأ، بل أراد أن يصلح ما يمكن إصلاحه وان يرسل رساله من قلبه لإخوانه: ترك ما يضر، والمشي مع ما ينفع، ترتيب أولوياته، والزينة الحقيقية هي ترتيب النفس قبل أي شيء آخر. هذا كله طالع من القلب وصادق، وتجربة شخصية، ما يجعله مثالًا حيًا لكل من يريد أن يبدأ من نفسه لا تغيير نفسه .
إنها دعوة لكل شاب وفتاة ليقفوا مع أنفسهم صادقين، ليعيدوا ترتيب حياتهم، ويعتنوا بما يرفعهم ، لأن الطريق نحو الخير يبدأ دائمًا بالصدق مع الذات، وبالشجاعة لمواجهة المغريات والانشغال بما يقوي الروح ويصقل الشخصية