سياحة إثيوبيا …القصة التي رويت مؤخرا

بقلم  : محمد بن عايض


كتب حسن رزاق مقالا بعنوان ” تدفق غير مسبوق للسياح السعوديين على إثيوبيا …ما لقصة؟ على موقع الجزيرة نت. حاول  الإجابة عن هذا التساؤل، لكن غاب عنه أن القصة ليست جديدة وهذه تفاصيلها

 من خلال  زياراتي الصيفية لهذا البلد المضياف يمكن القول إن السياحة في إثيوبيا تطورت تطورا ملحوظا، فقد اهتمت إثيوبيا بالسياحة مؤخرا، مما أتاح لها نقلة نوعية في  هذا المجال السياحي حيث تملك جميع مقومات السياحة الأساسية، ومن ثم نظرت إليها نظرة جادة، وبدأت في تأسيس نشاط سياحي فعال.

 تبدو مقومات النشاط السياحي في إثيوبيا من خلال روعة الطقس الصيفي، (وأنا أكتب هذا الموضوع هناك غيمتان تطلان إحداهما تبتسم، والأخرى تهطل مرحبة  تمر في درجة حرارة لا تتجاوز 17 درجة. فخلال أشهر الصيف لا تتجاوز درجة الحرارة 18 درجة، وقد تنخفض في بعض الأيام حتى تلامس 12  درجة مئوية  في الوقت الذي يشهد فيه العالم موجات من الحرارة العالية والجفاف.

الناس في إثيوبيا عمومًا  يتميزون باللطف ودماثة الخلق حيث يتجلى حسن المعشر والرحمة في تعاملاتهم اليومية. فهم مضيافون، يرحبون بالغرباء بقلوب مفتوحة، ويجدون سعادة حقيقية في خدمة الزوار. من صفاتهم  إنهم يبتسمون دائمًا، لا يتعالون ولا يستكبرون، مما يُبرز إنسانيتهم وجمال روحهم.

أما الطبيعة في إثيوبيا، فهي تحاكي في جمالها وسحرها أشهر الوجهات العالمية، بل قد تفوقها في بعض الأماكن  بروعة وجاذبية لا تضاهى. تُغطي جبالها وسهولها المساحات الخضراء التي تمتد بلا حدود، مع تنوع مذهل في الجغرافيا، حيث تتخللها الأنهار والينابيع والبحيرات التي تستمد حياتها من غزارة الأمطار.

تتألق أديس أبابا بتوفيرها لمجموعة متنوعة من خيارات الإقامة، حيث تمتد هذه الخيارات لتشمل الفنادق ذات التصنيف الرفيع، بالإضافة إلى المنتجعات الفاخرة والفيلات وبيوت الضيافة التي تحتضن الزوار. إن هذا التنوع يجسد اهتمامًا عميقًا بالبنية التحتية السياحية، والذي يترافق مع زيادة عدد الرحلات الجوية وقرب المسافة وتنافسية الأسعار مقارنةً بالوجهات الدولية الأخرى، مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة.

لقد التقيت سياح من شتى  البلدان العربية، ولمست لديهم إعجاباً عميقاً بجمال الطبيعة ورقة الطقس وكرم الضيافة، مما يعكس الصورة الجميلة للسياحة في إثيوبيا. ، وهذا  يبرر توافد السياح السعوديين ففي تاريخ 10/8/25 نشر خالد خليل في صحيفة سبق مقالاً بعنوان “إثيوبيا: طفرة في أعداد السياح السعوديين.” حيث أشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تفيد بأن إثيوبيا قد استقبلت أكثر من 120 ألف سائح في النصف الأول من عام 2025، مع توقعات بأن يتجاوز العدد ربع مليون سائح بحلول نهاية العام.

 

ملخص القصة:

يُعتبر توجه السعوديين نحو إثيوبيا ظاهرة ليست بالجديدة، إذ تتجذر الأسباب وراء ذلك في الروابط التاريخية والاجتماعية العريقة التي تجمع بين البلدين. بالإضافة إلى قرب المسافة التي تجعل الرحلة ميسرة، تتألق إثيوبيا بجمال طبيعتها الخلابة واعتدال مناخها، مما يضفي على الزيارة طابعاً مميزاً. كما أن دفء استقبال أهلها ووداعتهم يُعزز من تجربة السياحة فيها. ولا يمكن إغفال التحسن الملحوظ في البنية التحتية السياحية، فضلاً عن سهولة وسائل النقل الجوي  وإجراءات الحصول على التأشيرات. بالإضافة إلى ذلك، ساهم تأثير مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الصور والمقاطع التي تبرز روعة السياحة في إثيوبيا، مما زاد جاذبيتها كوجهة سياحية للسعوديين وغيرهم .

اترك تعليقاً