لاتيه – أديس أبابا – أجرى الحوار  : محمد بن عايض


مهنة الطبخ هي أكثر من مجرد “وظيفة طهي”. إنها مزيج حيوي من الفن والعلوم والثقافة والاقتصاد. الطهاة هم حماة التراث، ومحركو الاقتصاد، وفنانون مبدعون، ومربون صحيون، وسفراء ثقافيون. إنهم يشكلون الطريقة التي نأكل بها، ونتواصل، ونسافر، ونعيش، ، وهي محرك صناعة ضخمة: تقود مهنة الطبخ صناعة الضيافة العالمية الهائلة، والتي تشمل المطاعم والفنادق والمنتجعات والكروزات وغيرها.

هذه الصناعة هي واحدة من أكبر أرباب العمل في العالم. مما يجعلها مهنة لا غنى عنها على الخريطة العالمية  . اليوم نلتقي في لقاء حصري مع الطاهي العالمي محمود هلال  الذي التقيناه في  واحد من أشهر   مقاهي ومطاعم أديس أبابا  مقهى  كافيه لندن   . ويعد تجربته في كافيه لندن تجربة فريدة من نوعها  عن هذه التجربة الطويلة المكللة بالنجاح  يحدثنا الشيف العالمي محمود هلال : 

الفترة التي خدمت فبها عند بعض القادة والزعماء كانت أكثر تميزا في مسيرتي

 

1 : حبذا لو تعرف ببطاقتك الشخصية من حيث المولد والحياة الاجتماعية والجنسية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
الاسم محمود هلال ايطالي من أصول مصرية مواليد الإسكندرية متزوج ولدي اثنين من الأبناء عمر ونادين

 

2 كيف بدأت نقطة الأنطلاق نحو هذه المهنة ومن كان له أبلغ الأثر في توجهك ؟

نقطة الانطلاق نحو هذه المهنة بدأت معي عندما أنهيت دراستي بالمدارس الإيطالية، وكنت ضمن الثلاث الأوائل على دفعتي، وكان همي الأول دراسة الهندسة في الجامعة بروما، وقد كان وسافرت، لكن صعوبة وغلاء المعيشة كان من أهم الصعوبات التي واجهتها في إيطاليا؛ مما جعلني ألتفت لوجود فرصة عمل بجانب دراستي، لكن ذلك الوقت كان ممنوعاً للطلبة العمل، لكن ببعض التحايل والخلسة وجدت عملا في المطاعم لكي أتحمل المسؤولية والقدرة على دفع مصاريف الدراسة والمعيشة، وهنا كان لا بد أن اتخذ قراراً أما الدراسة والجوع، أو العمل والقدرة على المصاريف. وبالفعل عملت بالمطاعم، وغيرت دراستي لدراسة علم الطهي بدأت أدرس واشتغل آخر الأسبوع كمنظف وغسيل الأواني والأطباق كان الشيف يقول لي عشان تعيش كويس في البلد دي (إيطاليا) لازم تكون مكاني يعني شيف.
أتذكرها كأنها اليوم بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً بدأت أتعلم وأدرس فنون الطهي لدرجة أني كنت أذهب إلى أصحاب المحلات الحلواني، المطاعم والمذبح للعمل مجانا كي أشاهد وأتعلم وحولت دراستي إلى معاهد الطهي. وطبعا كان للتنقل والسفر عامل أساسي للاحتكاك والاختلاط بثقافات وأكلات أخرى كان السفر يضيف لي كل يوم معلومة. ومن هنا بدأت رحلتي داخل المطابخ.

3- ما هي أصعب التحديات التي واجهتها في طريقك لتصبح طاهياً معترفًا به عالميًا؟

التحديات التي قابلتني وما زالت هي أن كل مكان أعمل فيه يختلف عن الآخر في كل شي، وكان لازماً أدرس وأفهم كل موقع على انفراد وكيفية الرقي بفريق العمل لرفع مستواه الفني والتقني لأني شخص محترف، ولست ببخيل أو محتكر لما أعرفه ومشاركة الآخرين فيه.

4- من أين تستلهم أفكارك لإعداد أطباق جديدة؟ ، وما هي القيم الأساسية التي تحكم مطبخك وتحرص عليها؟

الأفكار استلهمت من الطبيعة والسفر والتحدث في المجال مع الأصدقاء والاطلاع على كل ما هو جديد دائما..

5- ما هو المكون الذي تعتبره “ختم توقيعك” الشخصي؟ بمعنى آخر تفتخر بأنك أول من قدمه؟

بالنسبة للمكونات أنا أعتز جدا بكل المكونات الشرقية التي أدخلتها على المطبخ الإيطالي على الأخص ونقلت طعم الأطباق لمنطقة تانية خالص، خصوصاً القرفة والزنجبيل والهيل. في منتصف التسعينات كنت أفتخر بأن عمل مزيج من الطعم والنكهة في الأطباق الرئيسية الإيطالية بنكهة شرقية خفيفة تتماشى مع الذوق العام الإيطالي ولله الحمد كنت من الموفقين بإذن الله.

6- كيف تتعامل مع الضغط الهائل في مطابخ المطاعم المشهورة، خاصة أثناء الخدمة؟ وهل هناك موقف سبب لك حرجا كبيرا واستطعت انقاذ الموقف ؟

التعامل مع الضغط في المطبخ في أثناء الخدمة هو بمثابة الربان الذي يوجّه البحارة، ويقودهم في أثناء العاصفة في البحر  . لا بد من الثبات والتصرف بحرفية مما يبعث الطمأنينة للفريق، ويهدئ من توترهم في أثناء العمل. أما المواقف الحرجة فهي لا تنتهي في المطاعم وبالأخص المطبخ الإيطالي؛ لأن غير الإيطاليين معهم لا يعرف أن المطبخ الإيطالي لا يوجد به أكل سابق التحضير كبعض المطابخ الأخرى، ولكن كل طلب يسوي في وقته (اللامينت) فبالطبع يحتاج من 15/20 دقيقة وهنا تتدخل الاحترافية لتوصيل تلك المعلومة وشرحها للزبون، وذلك يمهد لامتصاص أي شكوى بالنسبة للوقت وبكده الزبون يدرك تماما أن ما يقدم إليه طازج جدا وأنه في أيدي أمنية تحرص أن تقدم ما هو جيد وطازج.

7- ما هي التجربة الأكثر تميزًا في مسيرتك المهنية (طهي لحدث خاص، لقاء ملهم، جائزة…) وتعتقد أنها كانت أكثر أثرا لتجربتك المهنية.

التجربة التي كانت أكثر تميزا في مسيرتي هي الفترة التي خدمت بها عند بعض القادة والزعماء، تعلمت منها أن لا شيء متروك للصدفة، وكل شي معمول حسابه بكل دقة وهنا غير مسموح بالخطأ، والحمد والشكر لله أني كنت على مستوى المسؤولية ومحل ثقة لجميع رؤسائي، حين كان يسند إلى المهام الرسمية المهمة وغيرها. وقد توج ذلك بجائزة أكاديمية الطهاة في المدينة المنورة، وكان لي الشرف بلقاء الشباب السعودي الواعد، وإن شاء الله لهم مستقبل مشرق في هذه المهنة الجميلة.

 

 

تجربة لندن كافيه تجربة فريدة من نوعها

8- كيف ترى العمل في تجربة جديدة من خلال العمل في أشهر مقاهي أديس أبابا (كافية لندن) وكيف تقيم تجربة العمل في أديس أبابا؟

تجربتي مع كافية لندن تجربة خاصة وفريدة من نوعها، خصوصا في بلد جديد بالنسبة لي ومليء بالتحديات خاصة وأن ذلك البلد في فترة نهوض سريعة الخطى. تعاملت مع شخصيات مهمة كثيرة هنا من بينها رئيسة البلاد السابقة ونائب الرئيس الحالي، أشرفت على تقديم خدماتنا في أثناء انعقاد مؤتمر أديس أبابا للاستثمار، وكان على رأسهم رئيس البنك المركزي الإثيوبي أشرف على تقديم الخدمة أيضا في مقر الاتحاد الأفريقي. أعتقد أن الجميع يحب الأكلات الإيطالية بدون شك.

9- هل تطبخ لنفسك في المنزل؟ وإذا كان نعم، ما هو طبقك المفضل لتحضيره لنفسك؟ وما هو المكون من مكونات الطبخ الذي لا تحبه أبدًا؟

اطبخ لنفسي عندما أكون بمفردي، أنا أبسط مما تتخيلون في موضوع إلى، أي شي يرضيني واستمتع به. في مهنتنا هذه وخصوصا عند وصولك للاحترافية لا يوجد مكون تحبه أو تكره لا بد من التعامل مع المكونات جميعهن؛ لأن من الناحية الأخرى يوجد البعض عكسك تماماً (الزبائن) فأنت تقدم ما يحبه الزبون، وليس ما تحبه أنت، وفي الوقت نفسه أنت تطبخ إليه كما تطبخ لنفسك أو لأفراد عائلتك.

10- في مطعم ومقهى يزوره الآف الناس ومن مختلف الجنسيات كيف يمكن قياس المشترك بين أذاوق الزائرين المختلفة لإعداد أطباق مناسبة ؟

بحكم سفري وتنقلاتي بخصوص عملي حيث عملت في دبي _البحرين _الاردن_قطر_السعودية_انجلترا_اليونان وطبعا بايطاليا.
اكتسبت الخبرة التي تمكني من ارضاء اغلب الأذواق.

 

11- ما هي أهم نصيحة تقدمها لشاب أو شابة يتطلعون لبناء مسيرة ناجحة في عالم الطهي؟ و ما هي المهارات التي تعتقد أنها ضرورية للنجاح في هذا المجال بالإضافة إلى المهارات الفنية في الطهي

نصيحتي للشباب الذين يتطلعون لبناء مسيرة ناجحة في عالم الطهي. لا بد أن تكون مستمعا جيداً لكي تصبح قائدا جيدا، اجتهد وتعلم واقرأ وتصفح كن ثابت الأقدام على الأرض ثق بنفسك إياك والغرور،لا يوجد ما لا أعرفه، ولكن سوف أتعلم طريقة عمله، أشرك واشترك مع الآخرين، فإن العمل الجماعي يكون أسهل وأدق، احترم الآخرين حتى يحترموك تقبل النقد وتعامل معه بإيجابية. أغلط وتعلم من أخطائك. سوف تقابلك صعاب تغلب عليها بحكمة. سوف تقع وسوف تقف مجددا، وكل وقوع أو فشل حولهما لخبرة تستفيد منها. احرص على معرفة كل ما هو جديد في المجال من أدوات وتطبيقات وأساليب وطرق مختلفة، خصوصا مع التقدم السريع الذي نراه اليوم في التقنية الحديثة. أتمنى للجميع المزيد والمزيد من النجاح والتوفيق. اترك لكم سبل التواصل معي لأي استفسار أو معلومة يراد معرفتها.

للتواصل
Instagram @helal_chef
Wattsup /telegram/face time. +393356500057

This Post Has One Comment

  1. Ghazi Altraiqi

    تبارك الرحمن عليك يا ابو عايض
    ابدعت
    معلومة جديدة عن شيف لندن كافيه
    وحوار جميل استطعت فيه نقلنا إلى عدة محطات في تاريخ الاستاذ محمود هلال
    اجمل الاماني 🌹

اترك تعليقاً