سياحة

تستعد إثيوبيا للاحتفال بعيدها الوطني، حيث يطل عام 2018 الجديد والذي يتزامن مع 11 سبتمبر/أيلول وفق التقويم الميلادي من كل عام . تُظهر البلاد تمسكًا عميقًا بتقليدها العريق، حيث تعتمد على التقويم الإثيوبي الخاص بها، المستمد من تقويم الكنيسة القبطية، تتمسك إثيوبيا بتقاليدها الفريدة في الاحتفال بالسنة الجديدة، حيث تمتد احتفالاتها لتشمل أسبوعًا كاملًا من الفرح والسرور. تتخلل هذه الفترة برامج رسمية تدوم لمدة خمسة أيام، مضافًا إليها الأنشطة الشعبية التي تنبض بالحياة، مثل توزيع الهدايا وإقامة الفعاليات العائلية المتكاملة، بما في ذلك طقوس الذبائح التي تعكس روح الكرم والاحتفاء.

“إنكوتاتاش” القصة من البداية ..
يُروى أن تاريخ «إنكوتاتاش» يعود إلى الفترة التي عادت فيها ملكة سبأ من رحلتها الأسطورية إلى القدس لزيارة الملك سليمان، حيث يُعتقد أنه قد استقبلها بالأهداءات الثمينة من الجواهر الفاخرة. ومن هنا جاءت تسمية أنكوتاتاش يعني ( هدية الجوهر ) التي ترمز إلى الأسطورة التي تقول إن الملك سليمان أهدى ملكة سبأ الإثيوبية جواهر خلال زيارة رسمية لها قبل أكثر من 3000 عام .

لكن احتفالية انكوتاتاش تتجاوز كونها مجرد احتفال بمناسبة رأس السنة، إذ إنها تجسد مهرجان الربيع الذي يُحيى منذ العصور القديمة، بمناسبة انتهاء موسم الأمطار. كما تمثل أيضًا موسمًا لتبادل التهاني الرسمية بمناسبة العام الجديد بين الأوساط الحضرية المتطورة، جنبًا إلى جنب مع باقة من الأزهار التقليدية. تتفتح أزهار شجرة “انكوتاتاش” عادةً مع بدء العام الإثيوبي الجديد، وكأنها تنسج موعدًا مع انقطاع الأمطار، مما يجعل الناس يربطون تفاؤلهم بنضوج الثمار وحصاد المحاصيل. ومن هنا، فإن هذه الزهرة تعد رمزًا تقليديًا لسنة واعدة، حيث تتزين بها الشوارع وملابس الكبار والصغار، وتضعها الفتيات في شعورهن كزينة تعبيرًا عن حماسهن لاستقبال السنة الجديدة.

وفي التفاصيل، يطلق الإثيوبيون على هذا العام اسم “إنكوتاتاش” ويحتفلون به في شتى أنحاء العالم، وتختلف أسماء الشهور في إثيوبيا كلياً عن العالم، حيث يطلق عليها مسكرم وطقمت وھدارو تاھساس وطر ویكاتیت ومجابیت ومیازیا وجنبوت وسني وھملي ونھاسي وباغمي. ويقوم الإثیوبیون بالاحتفال برأس السنة مع بدایة شهر “مسكرم” أول شهور السنة الخاصة بهم، ویعتبرونه يوماً شعبياً ووطنياً يجب الاحتفال به ویشارك فیه كل الشعب.

احتفال السنة الأثيوبية فريد من نوعه
تقويم متميز: تتبنى إثيوبيا تقويمًا خاصًا بها يُعرف بالتقويم الإثيوبي، الذي يتأخر عن التقويم الميلادي بنحو 7 إلى 8 سنوات، حيث يحتفل بعيد رأس السنة الجديد في يوم 11 سبتمبر (أو 12 سبتمبر في السنوات الكبيسة). يكتسب هذا اليوم طابعًا فريدًا من خلال الاحتفالات التقليدية.
التي تجعل من رأس السنة الإثيوبية تجربة فريدة تمزج بين الطقوس الثقافية والدينية والموسمية، مما يمنحها مكانة مميزة وفريدة وسط احتفالات رأس السنة في مختلف أنحاء العالم.