المقالات


لماذا يتكرر الدرس ؟

بقلم : سلافة سمباوه

 

يتكرر الدرس في حياتنا ليس لأننا فشلنا، بل لأننا لم نفهم عمقه بعد. فالحياة بطريقة ما تكرر لنا المشاهد نفسها بأسماء مختلفة، كأنها تدفعنا برفق لالتقاط الفكرة التي غابت عن وعينا. نواجه الأشخاص أنفسهم في جوهرهم، ونقع في الأخطاء ذاتها، ونختبر المشاعر التي اعتقدنا أننا تجاوزناها. وكل هذا يحدث لأن هناك شيئًا لم نواجهه بصدق.

الدرس يتكرر عندما نستجيب بالطريقة ذاتها كل مرة. نختار العلاقة نفسها رغم الألم، نسمح بتجاوز الحدود نفسها، نتجاهل الإشارات التي تظهر أمام أعيننا بوضوح. وعندما لا نتغير… يتكرر الدرس ليعلّمنا أن الهروب لا يصنع وعيًا، وأن التجاهل لا يصنع نضجًا.

التكرار ليس عقوبة من الحياة، بل فرصة. فرصة لنرى ما لم نره، لنكسر دائرة بدأت منذ سنوات، لنواجه الحقيقة التي تجنبناها. فكل درس يعود بشكل أكثر حدّة عندما نؤجله، ويختفي تلقائيًا عندما نفهمه ونعالجه من جذره. لكي يتوقف التكرار، يجب أن نتوقف نحن. نتوقف عن ملاحقة ما يؤذينا. نتوقف عن محاولة إصلاح من لا يريد التغيير. نتوقف عن تبرير السلوكيات المؤذية. الدرس يريد شيئًا واحدًا فقط: أن نختار أنفسنا.

وحين نصل إلى لحظة الوعي — تلك اللحظة التي نقول فيها “هذا يكفيني” — ينتهي الدرس ويختفي التكرار كأنه لم يكن. فالحياة لا تريد إيلامنا، بل نموّنا. وما يتكرر ليس الألم… بل النداء الداخلي الذي يطلب منا أن ننتبه.

اترك تعليقاً